محاولات صهیونیة أثیمة لتمییع المجتمعات المسلمة | ||
محاولات صهیونیة أثیمة لتمییع المجتمعات المسلمة المرأة الفلسطینیة ضحیة أسالیب الإحتلال الماکرة
إلتقت، منذ أمد بعید، أطماع الصهیونیة، وأطماع الغرب الصلیبی متجسّدة فی بریطانیا وفرنسا قدیماً، وإنضمت إلیهما بعد ذلک الولایات المتحدة الأمریکیة، فنشأ تحالف ما یُسمى بالیهودیة المسیحیة، أو المسیحیة الیهودیة، ولقد قام هذا التحالف الصهیونی الصلیبی على دوافع دینیة وإقتصادیة، کما توجه بأحقاده نحو الأمّة الإسلامیة بصفة عامة، والعربیة المسلمة بصفة خاصة. ولا شکّ إن هذا التحالف الصهیونی الغربی المتین، قد غیر من أسالیب هجومه، وأصبح الهجوم ثقافیاً یهدف بالدرجة الأولى، إلى هدم قیم الأسرة المسلمة، وتقویض أسسها، لتنشئة جیل قائم على المیوعة والفساد الأخلاقی، وذلک من خلال دعوات تحریر المرأة، ومساواتها بالرجل، وکأن المرأة (مستعبدة) فی تلک البلاد، وکل هذه المزاعم الباطلة ثبت زیفها، وخطورة الإنجرار خلفها، وما ترتب علیها فی بلاد الغرب (المتحرر)، من أضرار على المرأة وعلى زوجها وأطفالها، وعلى المجتمع. وکان أعداء الله قد خططوا لهزیمة من نوع آخر، یلحقونها بالمسلمین، بعد أن أخفقت حملاتهم العسکریة فی هزیمة المسلمین، فکانت تلک المؤامرة على هذا الدین والتی تدور فی المجال الاجتماعی، حیث أقدموا على إفساد المرأة المسلمة، وإخراجها عن وظیفتها وأمومتها وحجابها، لتقلّد المرأة الغربیة فی کل الأمور، وهذا ما سعوا من أجله. وأهم ما یهمنا الآن، هو المجال الاجتماعی المتعلق بالمرأة، فإن هذا المجال هو المقیاس الظاهر الواضح لتمسک أی بلد من البلدان بالإسلام، فالمرء إذا زار أی بلد من البلدان، یستطیع أن یحکم على دین أهله من خلال وضع المرأة فیه، فإن کانت الفتاة عفیفة متحجبة، حکم على المجتمع بالطُهر والفضیلة، وإن کانت متهتکةً مستهترة، علِم وأیقن أن هذا مجتمع فاسد منحطّ، لأن هذا هو المقیاس الذی توزن به الأمم والحضارات قدیماً، ویقاس به إنحطاط الحضارات من عدمه،فالحضارات جمیعاً تتهاوى وتسقط، حینما تترک المرأة عملها ووظیفتها کأم وتتبرج وتتجه نحو الإبتذال والتهتک. ومن المحاولات الجدیدة فی إفساد المجتمعات المسلمة بصفة عامة، والعربیة خاصة، مثل الاختلاط بین الذکور والإناث فی جمیع المراحل والترویج للثقافة وأسلوب الحیاة الأمریکیة، وفی ذلک هدم للثقافة والأخلاق والمبادئ الإسلامیة، مما یطرح تساؤلاً حول تلک المدارس والجامعات والهدف منها؟! وهل هی للتعلیم؟! أم لشیء آخر؟! ونجیب على ذلک من خلال أقوال رجالات الفکر الغربی والصهیونی لنعرف مدى عمق المؤامرة على العالم الإسلامی، حیث سیتأکد لنا أن أهداف تلک المدارس لیس لها علاقة بالتعلیم وإنما لها أهداف أخرى، ومن ذلک إفساد نساء المسلمین تحت الشعارات المصطنعة من قبل الیهود، کـحقوق المرأة وتطویرها، وتحریر النساء من العفة والحیاء، وإخراج المسلم من دینه لیصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالی إیجاد مجتمعات لا صلة لها بالأخلاق التی تعتمد علیها الأمم المتحضرة. فالمرأة المسلمة هی أقدر فئات المجتمع الإسلامی على دفع شبابه إلى التحلل والفساد أو إلى حظیرة الدین من جدید، وکأس وفتاة متحلّلة، تفعلان فی تحطیم الأمة الإسلامیة أکثر مما یفعله ألف مدفع، ولذلک أغرقوها فی حب المادة والمظاهر والشهوات. ولقد بدأ الیهود بالدعوة إلى التبرج والسفور مبکراً، بل أدخلوا نساء یهودیات فی الإسلام، لیفسدن النساء المسلمات المتحجبات. وذکر صاحب کتاب (عودة الحجاب): (ولا یزال أهل الکتاب، خاصة الیهود،یحرضون المرأة على التهتک والتبرج. من ذلک ما حدث فی من تنظیمهم لحفل لیلی، وقد استدعوا بعض النساء الیهودیات اللاتی یحملن أسماء إسلامیة، لیقمن بتمزیق الحجاب على خشبة المسرح أمام الناس،ولکن الحکومة منعت هذا الحفل لئلا یثیر عواطف المسلمین). ومنذ اللحضات الأولى لإحتلالهم فلسطین، سلط الیهود نساءهم وخمورهم على الفلسطینیین حتى یفسدونهم ویجرّدونهم من کل حشمة وحیاء، وتشجیع الإنحلال فی أوساطهم، فیعم الکفر والفساد وتضعف الروابط المتینة التی تعتبر أهم مقومات الشعوب فیسهل علیهم السیطرة علیهم وتوجیههم کیفما یریدون . وطالما دعت السلطات الصهیونیة، الشباب الفلسطینی، بحملات منظمة وهادئة إلى الإختلاط بالیهودیات،وخصوصاً على شاطئ البحر، حیث تتعمد الیهودیات دعوة هؤلاء الشباب إلى التعلّق بهن، وإن السلطات الیهودیة تلاحق جمیع الشباب الذین یرفضون هذه العروض، بحجة أنهم من المنتمین للحرکات الفدائیة المجاهدة ، کما أنها لا تُدخل إلى الضفة الغربیة إلا الأفلام الجنسیة الخلیعة جداً. کذلک تفتح على مقربة من المعامل الکبیرة التی یعمل فیها العمال العرب الفلسطینیون، دوراً للدعارة مجّانیة تقریباً، کل ذلک من أجل تدمیر أخلاق أولئک الشباب، لضمان عدم إنضمامهم إلى حرکات المقاومة فی الأرض المحتلة. وکیف لا یکونون کذلک، والله سبحانه وتعالى وصفهم فی کتابه الکریم: (( کُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَیَسْعَوْنَ فِی الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ یُحِبُّ الْمُفْسِدِینَ )) سورة المائدة 64 . ویقرّ صاحب کتاب (المرأة والحجاب)، بالقول: إنه لم یبق حائل یحول دون هدم المجتمع الإسلامی فی المشرق، إلا أن یطرأ على المرأة المسلمة التغییر بل الفساد الذی عم الرجال فی المشرق. ولیس خافیاً على ذوی الالباب، إن الهدف من وراء ذلک کله هو تحقیق الإنحلال والإنهیار بقوام الأسرة والمتمثل فی المرأة، ومن ثمة یحلّ الخراب والدمار بالأسرة، ثم بالمجتمع ککل، وهنا یحل الخراب والدمار بالعالم الإسلامی، وهذا هو المطلوب من قبل الغرب والصهاینة اللقطاء. ولقد تناست الجاهلیة المعاصرة، طبیعة المرأة وتکوینها، وقدراتها ودورها الفاعل فی بناء الأسرة وحمایة العفّة والفضیلة، وترابط المجتمع، والقیام بشؤون الأطفال وتربیتهم لمعترک الحیاة، وتهیئة العش الزوجی الهادئ للرجل وحصوله على السکینة والإطمئنان فی المجتمع للرجل والمرأة والطفل على حد سواء. وذهبت الجاهلیة الحدیثة، بعیداً عن الصواب فی قضیة المرأة، إذ جاءت الاشتراکیة لتلغی الأسرة تفککها،وتتنکر للزواج أصلاً، وتجعل المرأة جسداً مباحاً لکل الذئاب البشریة الجائعة، فدعت إلى مساواة المرأة بالرجل وأعطتها حریة البغاء مع من تشاء، وجعلت مسؤولیة تربیة الأطفال سواء کانوا من نکاح أم من سفاح إلى المجتمع، فهو المسؤول عن تربیة الأطفال، ولیست المرأة وحدها هی المسؤولة عن ذلک، حتى لا تجد فی نفسها حرجاً من ممارسة البغاء، وهکذا أصبحت المرأة فی ظل الإشتراکیة، تملک نفسها ولیست ملک لأحد، ولا أحد یختص بها، وعملت على تهیئة الظروف لإخراجها من البیت للمشارکة فی الحیاة، و((حرّرتها)) من واجبات الزوج والبیت والأطفال. وجاءت اللیبرالیة تدعو إلى الحریة والمساواة المطلقة، فحملت الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل فی الحقوق والواجبات دون تفریق، ودعت إلى توفیر فرص العمل للمرأة، حتى وإن کانت لا تناسب أنوثتها، وألغت القوانین التی تمیّز بین الجنسین، فالمرجع عندهم هو الهوى، لذا کانت نظرتهم للمرأة مُحرّرة من کل قیود الدین والأخلاق، وعملوا على مشارکة المرأة فی جمیع میادین الحیاة العامة، من سیاسة واقتصاد وإعلام وجیش وقضاء ونحوه. أما النظریة الأنثویة المتطرفة والتی أفرطت فی تعظیم المرأة وإنحازت إلیها کلّیاً، وحاربت الواجبات الأبویة والزوجیة والذکریة، ودعت إلى المساواة المطلقة، وتألیه المرأة وفصل النساء عن الرجال، وتکوین مجتمعات خاصة بالنساء، وممارسة الشذوذ بین النساء بعیداً عن الرجال، دون مراعاة العقل والفطرة، فألغت دور الأسر والزواج، ونادت بالعداء بین الجنسین، بدعوى ملکیة المرأة لجسدها، داعیة إلى تسهیل الإجهاض وموانع الحمل، ورفض مبدأ الأمومة والإنجاب، وإباحة الشذوذ الجنسی فیما بین النساء والإستغناء عن الرجال،فیما جاءت العلمانیة لتتبنى ذلک وتدعو إلیه، فالمرأة کالرجل لها من الحقوق وعلیها من الواجبات مثلما للرجل فهی حرة فی کل ما تقوله وتفعله، من إقامة وسفر ومزاولة أی مهنة من الوظائف العامة والخاصة دون استثناء. العلاقة بین الصهیونیة والعولمة وأثر ذلک على المرأة وتشیر معظم الدراسات المعاصرة إلى أنَّ هنالک علاقة وثیقة بین دعاة ((العولمة))، وبین جذور الصهیونیة ومخططاتها.وقد تمت مراجعة وتجدید المخطط الصهیونی تجاه المرأة والأسرة فی مؤتمرات عدیدة ، وتم الترکیز دائماً على موضوع المرأة، وإصدار تشریعات خاصة بالمرأة والاسرة والأطفال، ومراجعة القوانین الخاصة بالزواج والطلاق والوصایا على القاصرین، وسن إتفاقیة خاصة بالجنسیة للمتزوجات، والدعوة إلى تغییر المفاهیم (دور الأمومة)، والاعتراف بأنَّ المنظمات النسائیة غیر الحکومیة هی القادرة على إحداث التغییر، والدعوة إلى الإباحیة وإقصاء الدین والأخلاق والدعوة لتحدید النسل، بزعم أنَّ العالم یتعرض لأزمة سکانیة حادة تهدد بوجود مجاعات وکوارث دولیة، ویحمل لواء هذا الزعم عدد من الیهود الذین یعملون فی المجالات الاجتماعیة والسکانیة، وهم یقومون بحملة إعلامیة مفادّها إقناع الدول الإسلامیة والنامیة بخطورة الموقف نتیجة النمو المطرد فی عدد سکانها. ودعمت القوى الصهیونیة العالمیة، أهداف تلک المؤتمرات المشبوهة،وذلک لیتم تفکیک بناء الأسرة فی المجتمعات، وتسخیر المرأة لتحقیق تلک الأهداف بمحو القیم الأخلاقیة، والذی عبّرت عنه المفاهیم الواردة فی وثائق المؤتمرات الدولیة، کمصطلحات (زواج الجنس الواحد)، ومصطلح (الأزواج والأفراد) فی التعبیر عن الأسرة، واعتبار الأدوار التی یقوم بها الآباء والأمهات أدواراً نمطیة اعتادها النَّاس وأنَّه یجب عدم الالتزام بها حتى یتمکن من إقامة مجتمع متحرر من القیود والروابط (العائلیة)، وهو أقوى الأسلحة لفساد الشباب والقضاء على الضمائر والأخلاق والأدیان ونظام الأسرة وإغراء الناس بالشهوات وإشاعة الرذیلة والإنحلال . وقد عبَّرت عن ذلک إحدى نساء الغرب بالقول: ستظل المرأة مستعبدة حتى یتم القضاء على خرافة الأسرة وخرافة الأمومة والغریزة.وعلیه یمکن التأکید على إنَّ المؤتمرات الدولیة الخاصة بالمرأة والأسرة، قد وضع نواتها الیهود، وهی استراتیجیة ذات مدى طویل ، وجاءت خطوات التنفیذ تدریجیة لکیلا یلازمها الرفض من المجتمعات الإسلامیة والنامیة، خاصة وإن تلک القرارات والإتفاقیات والمواثیق الدولیة التی تخص المرأة والأسرة والسکان، صاغها مجموعة من الشواذ والمنحرفین عن فطرتهم. مخططات صهیونیة لإفساد الشباب الفلسطینی وسلخه من الأخلاق الحمیدة واستمر المخطط الصهیونی الأثیم ضد المرأة المسلمة، وخاصة الفلسطینیة المجاهدة، واتسعت آفاق المواجهة، ودفعت الثمن، هذه المرأة المناضلة فی عدّة مستویات وأبعاد، وحتى الشباب الفلسطینی لم یسلم من المخططات الصهیونیة لإفساده وسلخه من الأخلاق الحمیدة، من خلال إشاعة الإباحیة فی صفوفه. واستخدم الصهاینة کافة الوسائل والأسالیب فی حربهم ضد الشعب الفلسطینی الأبی، وکان أبرز الوسائل غیر المشروعة، النساء، والغوایة، وتشجیع السیاحة عبر ترویج الجنس .حیث تکشف مصادر علیمة بأن جهاز المخابرات (الموساد) یعتمد فی عمله الرئیس على النساء وأن 20% من العاملین فیه من النساء. وتوضّح هذه المصادر، کیف تم تنظیم عمل البغاء والإغراء وإعتباره جزءاً من العمل التنظیمی لمؤسسات الحرکة الصهیونیة، حیث شهدت فلسطین المُحتلة إزدهاراً کبیراً فی أقدم المهن (الدعارة)،وإزدیاد أعداد الذین أصیبوا بأمراض جنسیة، وبمرور الوقت تحولت المقاهی إلى میدان إستطاعت فتیات مجتمع الإستیطان الیهودی من خلاله تحقیق إستقلالیتهن وحریتهن فی الإختیار، وحریة التصرّف بأرواحهن وأجسادهن ومع من یخرجن للمتعة، وفقا لما تؤکّده الحقائق المؤکدة. وتضیف هذه المصادر أنه کان من الشروط التی وضعت لإختیار المضیّفات اللاتی یعملن فی النوادی المشبوهة، أن تکون المضیّفة فتاه أو شابة صغیرة فی السن، وجمیع الفتیات اللاتی یعملن – تطوعاً- فی خدمات الضیافة لصالح الدویلة الیهودیة اللقیطة، هنّ من النساء اللاتی تزوّجن زواجاً مختلطاً (من غیر الیهود). ومن هذه الأسالیب، الإعتماد على الیهودیات فی العمل الإستخباری، وقیام جهاز الموساد بتجنید (الإسرائیلیات) بهدف إستخدامهن فی إغراء قیادات سیاسیة فی عدة دول (معادیة) من أجل الحصول منهم على معلومات عسکریة وأمنیة. وأکدت المعلومات بأن المجنّدات فی هذا الجهاز، نجحن على مدار الأعوام الماضیة فی تنفیذ عملیات مهمة هنا وهناک. فقد إعترف عملاء وقعوا فی أیدی فصائل مُسلّحة فی الأراضی الفلسطینیة بأن الجنس هو الوسیلة الأکثر تأثیراً التی یستخدمها الموساد فی توریطهم، حیث تقوم المجندات بإغرائهم وممارسة الجنس معهم، وهو الأمر الذی یتم تصویره فی الخفاء ثم إستخدامه کوسیلة للتهدید عند رفض الأوامر. ولا یمانع ((المتدینون الیهود)) من السماح للمجندات بممارسة الجنس من أجل إسقاط الأعداء، وبعکس ذلک یعتبر نوعا من العبادة ونوعاً من خدمة الوطن. وهناک الکثیر من الروایات التی تحکی قصص الموساد وإستخدامه للنساء فی الوصول لأهدافه ومشارکتهن فی عملیات الإغتیال.وهکذا تمثّل المرأة فی الجیش الإسرائیلی، ثلث القوات العسکریة، وهذا یعطیها أهمیة قصوى فی الجیش ووجودها یمثل عاملا أساسیاً فی قوة الجیش الإسرائیلی. إجبار الفتیات على التعرّی وتسقیطهنّ نفسیاً أما معاناة الفلسطینیات الأسیرات فی السجون الصهیونیة متعددة، ولیست محدودة بوسائئل التعذیب الجسدی، بل تتخطّاها إلى وسائل التعذیب النفسی والإجتماعی والمعیشی ، فإدارة السجون الاسرائیلیة لاتتهاون فی ممارسة أقسى وسائل القمع والتعذیب الجسدی والنفسی ضد الأسیرات، وفی ظل أوضاع نفسیة ومعیشیة وصحیة، یقبعن هؤلاء بعزیمة قویة وإرادة لا تتزعزع، بالرغم من قساوة ممارساته ووحشیته.فالأوضاع المعیشیة والصحیة التی تعانی منها الأسیرات والممارسات الإستفزازیة والإجراءات التعسّفیة التی تنفذها إدارة السجون والمعتقلات بحقهنّ، وکذلک معاناة النساء الأسیرات اللواتی تتحرق قلوبهنَّ لاحتضان أبنائهنّ من دون موانع أو شبابیک، والأسیرات اللاتی یحلمن بالمستقبل المشرق فی إکمال مراحل حیاتهنّ بعد إنتهاء فترة الأسر، کل هذه الممارسات اللاأخلاقیة تثبت مدى خِسّة القیادة الصهیونیة وعقلیتها المنحلة ضد المرأة الفلسطینیة المقاومة لمخططات الإفساد والتمییع والترکیع. إن شکل المعاناة التی تواجه الأسیرة الفلسطینیة فی معتقلات إسرائیل، تکمن فی: عدم مراعاة القوات الصهیونیة لخصوصیة المرأة الجسدیة والنفسیة، فهو یمارس أسالیب التعذیب الوضیعة، والتی لا تختلف أبداً عن وسائل التعذیب التی یتخذها ضد الأسرى من الرجال. ونذکر فی هذا المقام بعض المضایقات التی تتعرض لها الفتیات فی السجون الاسرائیلیة، فعلاة على التعذیب النفسی، هناک التعذیب الجسدی، وکذلک منع الزیارات أو الحرمان من رسائل ذوی القربى التی هی السبیل الوحید للتواصل بین الاسیرات الممنوعات من زیارة أُسرهن وارحامهن، سواء فی قطاع غزة أو الضفة الغربیة. وتسعى القوات الصهیونیة لمنع تواصل الأسیرات مع العالم الخارجی، بدءاً بمنع الزیارات بحجة الضرورات الأمنیة، ولا تنتهی عند العزل الإنفرادی داخل المعتقل، فلا ترى الأسیرة إلا ظلمات السجن وقمع السجان فقط. فأکثر ما یؤذی الأسیرات فی السجون والمعتقلات، سیاسة مسؤولی السجون فی قطع علاقاتهن الاجتماعیة وتواصلهن مع الآخرین، حتى الأسیرات اللواتی یجاورنهنّ فی أقسام السجن الأخرى، فی ظل العزل الکامل عن العالم الخارجی بما یزید من الضغط النفسی على صدورالأسیرات اللاتی ینتظرن سماع خبرٍ عن ذویهن بفارغ الصبر، خاصة الأمهات السجیانت والأسیرات . ولا ننسى معاناة الاسیرة مع التعذیب وإستخدام القمع والتنکیل خلال التفتیش العاری على أیدی المجنّدات الصهیونیات المحترفات، فی أی وقت ودون رعایة لخصوصیة الفتیات فی الأسر، حیث یمر بعض الجنود أثناء التفتیش العاری، أو یداهمونهن أثناء النوم وهن بغیر حجاب،ما یدفع بالأسیرات الفلسطینیات لأن یتحمّلنَ أجواء الحر الشدید، فیلبسن الحجاب فی زنازینهنَّ الضیقة تحسباً لممارسات الجنود المشینة،والتی تعتبر جزءاً من ملامح المعاناة للأسیرات، یُضاف إلیها معاناة الأوضاع المعیشیة والصحیة داخل السجون، والتی لا ترتقی للحیاة الإنسانیة وتخترق کافة القوانین والشرائع الدولیة. ونشیر هنا أیضاً إلى أن الأوضاع المعیشیة للأسیرات فی سجون الاحتلال غیر إنسانیة ومأساویة للغایة،فالطعام المقدم لهنَّ مدعم بالحشرات! والغُرَف التی یعیشون فیها أقل ما یقال عنها قبور تحت الأرض لاتدخلها الشمس، ورائحة التعفن والرطوبة فیها تزکم الأنوف، مما یُحدث أمراضاً مُستعصیة فی الأسیرات ویکون علاجها الأوحد الأسبرین دون غیره!!. ولا نغفل عن مشارکة الجرذان والحشرات الزاحفة للأسیرات فی زنازینهنّ، خاصة فی ساعات اللیل المُوحشة، مما یثیر الفزع والرعب فی نفوس الأسیرات وینشر بینهنَّ الأمراض المختلفة، وهذا یؤدی إلى تفاقم المعاناة الصحیة لدى الأسیرات الفلسطینیات، أثناء نقلهنّ إلى العیادة أو المستشفى التابعة لإدارة السجون، مُوثقات بالأصفاد فی أیدیهنّ وأرجلهنَّ، فتتضاعف حدود المعاناة الجسدیة إلى قهر وألم نفسی یطول أثره فی نفس الأسیرة حتى بعد أن تتحرّر. إن الکثیر من الأسیرات یفضّلن البقاء یعانین من وضعهن الصحی داخل زنزانتهن على الخروج بهذه الطریقة المهینة، مما یفاقم المرض ویتغلغل فی جسدهن، وهذا یؤکد إن تفاصیل المعاناة للأسیرات الفلسطینیات، تزداد وتیرتها من عام إلى عام، حتى باتت فی أقسى درجاتها فی السنوات الأخیرة، حیث إن إدارة السجون تفرض عقوبات تعسفیة على الأسیرات، کمنعهن من الزیارة وحرمانهن تحت ذریعة الرفض الأمنی من اللقاء بأطفالهنّ أو أزواجهنّ أو أقاربهنّ. إن أهم ما یؤلم الأسیرات وتعانین منه داخل الأسر، إعتداءات السجینات الإسرائیلیات الجنائیات على الرغم من قلتها، إلا أنها أقوى وأشد على نفوسهنَّ، بالإضافة إلى جملة من أسالیب التعذیب والتنکیل والقمع التی تتساوی فیها مع الأسرى الذکور، فلا خصوصیة للنساء الأسیرات فی سجون الإحتلال، فهن یعانین الضرب العنیف والتنکیل والعزل الإنفرادی أیضاً. وإدارة السجون فی هذا المجال، لا تراعی خصوصیة المرأة الفلسطینیة الأسیرة، سواء من الناحیة الطبیة أو النفسیة، ولا من حیث الزی واللباس، کما تتعرض لأسالیب استفزازیة وأسالیب التفتیش العاری إزاء خروجها للقاء المحامی، إن تلک الإجراءات غیر الإنسانیة وغیر الأخلاقیة مع الأسیرات کثیراً ما تحدث تصادمات مع السجّانات والسجانین الذین یقفون غیر بعید عن السجّانات. ناهیک عن إن إدارة السجون تعمد إلى زرع الأسیرات الجنائیات داخل الأقسام، ولا تردّ إعتداءاتهم على الأسیرات الفلسطینیات، سواء الإعتداءات اللفظیة بالألفاظ النابیة، أو الإعتداءات بالضرب والقمع فی الساحات، کما تقوم إدارة السجون بتوثیق الأسیرات بنفس السلاسل التی تستخدمها مع الأسیرات الجنائیات، مما ینقل الأمراض الجلدیة للأسیرات الفلسطینیات. فیما اکدت السجینة الفلسطینیة المُحررة ((شیرین ابو عمارة))، إن السجّانین الإسرائیلیین فی سجون الإحتلال، یجبرون الأسیرات الفلسطینیات فضلاً عن على التفتیش العاری، الجلوس فی وضع القرفصاء أثناء عملیات تفتیش ومداهمة متواصلة مما سبب للأسیرات أزمات وصدمات نفسیة متواصلة . وقالت ((ابوعمارة)) التی قضت فی سجون الإحتلال مدة ست سنوات، وأنها لا تزال تعیش ذکریات مریرة عن تلک اللحظات المریرة، مشیرة إلى أن الأسیرات یقاتلن منذ سنوات لوقف هذا الإجراء المذلّ وأنهن أضربن عن الطعام مراراً دون جدوى. أما الأسیرة ((صابرین)) فتوضّح بأن سلطات الإحتلال، تقوم بتفتیش السجینات وهنّ عاریات، أثناء الذهاب إلى المحکمة والعودة منها، أو الإنتقال من سجن إلى آخر، مشیرة الى إن أی سجینة تقضی أیام عدیدة فی قلق مستمر قبل نقلها إلى المحکمة تخوّفاً مما ینتظرهن من تفتیش عاری، وأیضاً بعد عودتهن من المحکمة حیث الأزمات والصدمات النفسیة المتتالیة. وقالت: بعد إقتحموا غرفنا قیّدوا أیدینا وأجبرتنا إحدى السجّانات إلى الدخول إلى حمام صغیر بدون باب إلا من ستارة بلاستیکیة، بینما ینظر إلینا الحرّاس الرجال، وطلبت منا أن نخلع ملابسنا فرفضنا . وتقول المحامیة ((شیرین العیسوی)): فی سجن هشارون الإسرائیلی، طالبوا الأسیرات الفلسطینیات بالجلوس وهنّ عاریات، بینما قامت سجّانات بفحص أماکن حساسة فی أجسامهن ،(...) والسجانون الرجال ما زالوا فی الغرفة ینظرون إلیهن، ولا یفصلهم عن الأسیرات الفلسطینیات سوى حاجز بلاستیکی رقیق، مؤکدة ان الحادث أصاب الأسیرات بصدمات نفسیة وذهول بطریقة غیر مسبوقة. واضافت: إستغرق الأمر وقتا طویلاً للأسیرات للتحدّث علناً، وبعضهن لا یزال فی حالة إنکار ومعظمهن مرعوبات من رد فعل یمکن التنبؤ به من مجتمعهن المحافظ. أما المحرَّرة ((صابرین))، فتقول: لا یزال لدی کوابیس کثیرة وأستیقظ وأنا فی حالة عرق بارد، متخیّلة إن الجنود الإسرائیلیین سیأتون إلى غرفتی لتجریدی من ملابسی، مؤکدة: انها قضیة تستحق القتال من أجلها والحدیث بصراحة أفضل لوقف الاذلال وانقاذ اخریات. وکانت صحیفة ((یدیعوت أحرونوت)) قد أشارت إلى أن أسیرة فلسطینیة من سجن ((هشارون)) تقدمت بشکوى ضد أحد السجانین لکونه مارس بحقها أفعالاً مشینة، وقد تم تسریح الجندی فی إجازة إجباریة حتى نهایة التحقیق، وفی المقابل تم نقل الأسیرة إلى سجن آخر!!. یُشار إلى أنه یقبع فی السجون الإسرائیلیة أکثر من 11 ألف أسیر فلسطینی، من بینهم عشرات الأسیرات یعشن فی ظروف هی الأسوأ، مقارنة بظروف الأسرى من الرجال السیئة بطبیعتها. ومرکز الدراسات النسویة التنمویة فی فلسطین المحتلّة قد نظّم تحقیقاً حول الآثار النفسیة والجسدیة بعیدة المدى للتعذیب الذی تعرضت له الأسیرات الفلسطینیات المُحرّرات بقطاع غزة، وما یحملنه الأسیرات من أمراض جسدیة وصحیة نتیجة التعذیب خلال فترة الأسر. ویبدو أن الاحتلال الصهیونی کان یهدف إلى شل المرأة الفلسطینیة، وتعذیبها معنویاً ونفسیاً، کی تکون عبرة لغیرها من الفدائیات والمناضلات حتى لا تلتحق بالدفاع عن المشروع الوطنی والإسلامی الفلسطینی، وتخویف الأهل على بناتهم لأن المرأة مُقدّسة لدى المجتمع الفلسطینی المحافظ. والذی یثیر الإعجاب، ثبات المرأة الأسیرة فی سجون الاحتلال الإسرائیلی وصمودها ضد التعذیب الذی تعرّضت له، حیث یعکس صلابة المرأة الفلسطینیة وقوّتها وتمسّکها بقضیتها التحرریة المقدّسة، وتکشف وتُعرّی الإنتهاکات الفاشیة الأثیمة من قبل العدو المتغطرس الذی لا یراعی أدنى مبادئ حقوق الإنسان ولا القوانین الدولیة والحقوقیة المعروفة.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,061 |
||