السکن الأسری.. أهمیة ملحة للرجل والمرأة معاً | ||
یقول الله تعالى فی کتابه المجید: ((ومن آیاته أن خلق لکم من أنفسکم ازواجاً لتسکنوا إلیها وجعل بینکم مودة ورحمة إن فی ذلک لآیات لقوم یتفکرون)) (الروم). إنها من أکبر الآیات الدالة على وجود الله المستحق للعبادة والطاعة والخضوع خلقه للإنسان الرجل أولاً، ثم خلقه للمرأة من نفس الرجل لیجد فیها الرجل کماله وسکینته فی هذه الحیاة.وهی واضحة الدلالة على ان خلق المرأة للرجل من نفسه هو لحکمة کبرى منصوص علیها صراحة هی: توفیر السکن للرجل اساساً توفیر السکن للمرأة بالتبع. والله عزوجل الذی خلق الرجل وخلق المرأة له لحکمة توفیر السکن له هو الذی قال: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)) (النساء) فوضع الإشراف على مؤسسة الأسرة فی ید الرجل، وبذلک کان الوضع فطریاً وحکیماً لاهضم فیه لحق فطری، ولاتطاول فیه على کرامة فطرة سلیمة. ولیس تاسیس الأسرة على هذا الوضع فیه سلب للمسؤولیات وامتهان للکرامات، وانتقاص للأدوار والواجبات، کلا، ولکن التأسیس على هذا الشکل فیه حکمة ترتیب، وحسن توزیع وتنظیم یوضح هذا قول الرسول صلوات الله علیه: ((کلکم راع وکلکم مسؤول عن رعیته، فالرجل راع ومسؤول عن رعیته والمرأة راعیة فی بیت زوجها ومسؤولة عن رعیتها، والولد راع...، والخادم راع...)) وهکذا نجد الحدیث لایعفی احدا من افراد الأسرة من المسؤولیة، ولکنه لایترکها بدون تحدید وتنظیم وترتیب، أی ان الاسرة ستتعرض للأخطار إذا اختل التوازن ولاترتیب، فلیست قیادة الأب للأسرة کقیادة الولد فی حال اعتلائه سلّم القیادة... ولاقیادة الأم کقیادة البنت، فما بالک بقیادة الخادمة..
وإذا کان بعض النساء اکثرن من إشاعة بعض الأفکار المعوجة لإسقاط الشعوب الإسلامیة فی حظیرة التبعیة الفکریة، والمرجعیة البشریة الناقصة، حیث یدعین أن المرأة فی الإسلام مسلوبة الإرادة لاشخصیة لها ولامسؤولیة ولادور لها فی الأسرة، فهذا کذب على الدین، وعلى التأریخ، وعلى الواقع، وعلى الرجل. فالمرأة فی الدین والواقع هی سیدة البیت، وقطب رحاه، وهی زهرة الکون وعبق شداه، ألم یقل النبی صلوات الله علیه أن المرأة الصالحة هی خیر متاع الدنیا، وأن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن المرأة راعیة ومسؤولة عن رعیتها، فالأسرة أساساً موضوعة تحت رعایة الزوجین، وتأریخا وواقعا وعملیا تحت رعایة الزوجین، فلاجدید فی هذا إلا التطبیل والتزمیر وتملق الجهات النافذة للاسترزاق بقضایا المرأة. أما إلغاء الطاعة مقابل الإنفاق، فهذا مطلب لایمکن تحقیقه إلا فی الخیال الکاذب، وفی دنیا اخرى وحیاة أخرى غیرالحیاة البشریة، إذ الحیاة الزوجیة المتعارف علیها بین الذکور والإناث لابد ان تقوم على اساس الطلب والطاعة والحق والواجب والإیجاب والقبول، والرغبة والاستجابة، ومقابلة لذة الأمر بحلاوة الطاعة. إذ الحیاة لابد أن تسیر هکذا حتى فی نطاق الصداقة والمخادنة، والمخالطة والمشارکة، هذه هی سنة الحیاة، وإلا لاسکینة فی الحیاة الزوجیة، ولاتکامل فی المعاشرة الأسریة، إذ کیف ترفرف السکینة على أسرة لاینکر الزوج فیها ذاته فی سبیل مصلحة الزوجة، ولاتنکر الزوجة فیها ذاتها فی سبیل إسعاد الزوج وتلبیة رغباته التی لاقوام للحیاة الزوجیة بدونها، وهی المشار إلیها فی الأسلوب القرأنی الرائع ((هن لباس لکم وأنتم لباس لهن)) (البقرة) فهل تستطیع القوانین المادیة توفیر شروط السکن المعنویة والإیمانیة. سهیلا نیازی | ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,735 |
||