اسباب وعلل الفوارق بین الرجل والمرأة | ||
اعتبر البعض بان الفوارق الموجودة بین الرجل والمرأة دلالة على نقص المرأة وهی جنس ادنى من الرجل بل هی نقلة بین الانسان والحیوان.. لکن هذه الفوارق لاعلاقة لها بکون الرجل او المرأة جنساً افضل، والثانی جنس ادنى وانقص واحقر، فان لقانون الخلقة قصد اخر بذلک.. فقد وجدت هذه الفوارق من اجل توثیق العلاقات العائلیة بین المرأة والرجل وتقویة الاساس والوحدة بینهم. ووجود هذه الفوارق بینهما من اجل ان توزع المسؤولیات بین المرأة والرجل وتحدد لهما الحقوق والواجبات الاسریة.. ((الهدف من ایجاد هذه الفوارق شبیهة بالهدف الذی من اجله وجدت الفوارق بین اعضاء الجسد الواحد من اجل تکامل الجسم فهو حین عین موقع العین والاذن والید والرجل والعمود الفقری لم یکن یفضل عضوا على آخر او یحب عضوا ویکره اخر)). الشهید ایة الله مرتضى المطهری -نظام حقوق المرأة، ص163.
هذه المسألة هی من عجائب آیات الخلق بل هی درس فی التوحید ومعرفة الله..ودلیل على التنظیم الحکیم والدقیق للعالم.. ولقد انشأت القدرة الالهیة من اجل تحقیق هدفها وحفظ النوع جهازا عظیما لادامة النسل ینتج دائماً فی جنس الذکر وجنس الانثى..فمن اجل انه یتعاون الجنسان على انجاز هذا العمل طرح فکرة وحدتهما واتحادهما واستطاع ان یستبدل الانانیة وحب الذات للخدمة والتعامل والتعاون والتسامح والایثار، ودفعهما الى ان یسعیا الى الحیاة المشترکة ومن اجل ان یحقق الخطة کاملة فی الواقع ویوثق عرى العلاقة بینهما جسماً وروحاً فقد باین بین جسمیها وروحیها وهذا التباین هو الذی یجذب کلا منها الى الاخر.. ان المواهب والامکانیات المشترکة بین الرجل والمرأة المودعة عندهما توضح عدم الفرق بین صنف المرأة وصنف الرجل فی الهویة الانسانیة. فان الله سبحانه وتعالى جعل للانسان صنفین لاجل ابقاء النسل بتجهیز کل منها بجهاز یکمل احدهما الاخر وهذا الاختلاف لایؤثر فی اصل وجوهر الانسانیة لکل منها. وان هذا الاختلاف والتمایز الموجود بینها هو من لطائف الخلقة فلو لم یکن هذا الاختلاف موجود بینهما سوف لایکون بینهما ذلک الانسجام والتآلف ..فاذا فرضنا ان المجتمع الانسانی الذی فیه اعضاء مختلفة والرجل والمرأة بمثابة العضوین المهمین فی هذا البدن. ففی الوقت الذی یقوم کل واحد منها بدوره فهو یقوم بتنمیة المجتمع وسلامته بشرط ان یقوم کل واحد بدوره الحقیقی الملقى علیه وان هذا الأختلاف الحکیم هو الذی یضمن الانسجام ونمو هذا البدن، لذا فان کمال کل فرد فی المجتمع مرتبط بکمال سائر الافراد.. ولهذا فان الاسلام اهتم بالانسجام والمودة بین الرجل والمرأة لایجاد المجتمع المتکامل وان یسعى کل منهما لکماله وکمال الاخر. فلهذا تعتبر العلاقة العاطفیة علاقة مقدسة وفی مقابل هذه الرؤیة الاسلامیة رؤیة علماء الغرب القائلین بان الفوارق الروحیة والسلوکیة بین الرجل والمرأة هو نتیجة اختلاف النظم الاجتماعیة، فلایعتبرون لهذا الاختلاف الاثر الایجابی لتکامل الحیاة.. ان الاحساس بالحاجة الى الجنس الاخر فی کل الطرفین هو افضل عامل للعلاقة والانسجام فیما بینهما..فاذا تبدل هذا بالاستقلال وعدم الحاجة سوف تنحرف سیرة الحیاة الطبیعیة باتجاه الانحطاط والافول. وفی الوقت الذی یکون کل منهما مکملا للاخر لابد ان یکون کل منها محتاجاً الى الاخر وفی ذلک یکون النظام العائلی نظاما مستحکما. هدى العلی | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,525 |
||