معرفة التحدیات التی تواجه المرأة المسلمة فی حرکة الصحوة الاسلامیة | ||
معرفة التحدیات التی تواجه المرأة المسلمة فی حرکة الصحوة الاسلامیة فوزیة سلطانا شهد العقد الماضی ظهور وانتشار حرکات الصحوة الاسلامیة فی العالم، ومنذ سنوات استخدمت وسائل الاعلام تعبیر الربیع العربی کمفهوم للنهضات السیاسیة فی الدول الاسلامیة، فالساحة السیاسة العالمیة شهدت ایضا بشکل جاد حرکات اسلامیة کانت محط اهتمام العدید من الافراد وادت الى نشوء حرکات الصحوة، فالثورات والحرکات السیاسیة عندما تصل الى ذروتها تواجه تحدیات عدیدة على الصعیدین الداخلی والخارجی. مستوى التعلیم ولو ان القرآن اکد على ضرورة ان یسعى الرجال والنساء الى طلب العلم ولکن فی الوقت الحاضر وبسبب الافکار الخاطئة الموجودة فی المجتمعات، فإن الفتیات لدیهن فرص اقل للدراسة، وبشکل عام فإن العدید من الاشخاص یقسمون دراستهم وتعلیمهم الى قسمین حدیث ودینی، والفتیات محرومات فی اکثر الحالات من التعلیم الحدیث، ولهذا السبب لا توجد متخصصات فی المجالات الطبیة والهندسیة و... فعدم وجود مدارس احادیة الجنس وعدم رغبة الوالدین بمواصلة التعلیم هی ایضاً احد العوامل الرئیسیة فی هذا المجال، فالتعلیم المتناسق الذی بامکانه دمج المواضیع المختلفة سیکون موضع رضا الله ایضا وسیقدم مساعدة جدیرة الى الاشخاص فی هذا المجال. السلامة والصحة تعتبر الصحة والعلاج وموضوع السلامة عاملاً هاماً بالنسبة لحجم المشارکة النسویة فی حرکة الصحوة الاسلامیة، فالتأثیر فی هذا المجال یمکن مناقشته من خلال عاملین رئیسیین هما : الف – الدلائل الفسیولوجیة تقوم المرأة طیلة حیاتها بادوار مختلفة، مثل قیامها بدور الامومة والزوجة وکونها بنت واخت، وهذه الادوار تؤدی الى تغییرات فسیولوجیة فی سلامة المرأة، فعندما تبلغ البنت سن البلوغ فانها تعانی مابین 5 الى 7 ایام من الآلام نتیجة مرورها بدورة العادة الشهریة وتصاب بتوتر نفسی، والمرحلة المقبلة فی حیاة المرأة هی ان تصبح أمّاً، ففترة الحمل وولادة الطفل تستغرق فترة من سنتین الى ثلاث سنوات، حیث یتعین على المرأة ان لا تراقب نفسها وولیدها فحسب وانما یجب قیامها بمسؤولیات الاسرة، ولهذا السبب فانها لا تتمکن من القیام بانشطتها الاجتماعیة الواسعة فی حرکة الصحوة الاسلامیة. وآخر مرحلة من التغییرات الفسیولوجیة فی جسد المرأة وفی حیاتها هی وصولها الى سن الیأس، ومرحلة الیأس توجد تغییرات فسیولوجیة ونفسیة رئیسیة، ای انها تتیح للمرأة وقتا اکثر لممارسة نشاطات الحرکة الاجتماعیة. ب – الامراض والمخاطر فضلا على القضایا الفسیولوجیة المذکورة آنفا، فان النساء معرضات للاصابة بالعدید من الامراض، فأحیاناً تؤدی بعض الامراض الى الإضرار بشدة بالوضع الجسدی للمرأة، وخلاصة القول فان هذه المراحل والامراض من شأنها ان تؤثرعلى نفسیة المرأة اثناء القیام بانشطتها الاجتماعیة، وفی الحقیقة فإنه لوحظ فی العدید من الحالات،ان المرأة تفقد دوافعها ورغبتها فی هذا المجال بعد الزواج والانجاب،ولهذا السبب فمن الاحرى تعریف الواجبات المناسبة للمرأة فی هذه المرحلة، لکی لا تفقد النساء ایضا ارتباطاتهن مع الحرکة، وبهذا الشکل تستطیع المرأة القیام بتأدیة برامجها التعلیمیة والتربویة فی مجال القرآن والحدیث والآداب الاسلامیة فی فترة اطول، وتمهید طریقها فی هذا المجال من خلال استخدام وسائل الارتباط الحدیثة. القضایا الاجتماعیة ولو ان الرسول محمد (صلى الله علیه وآله وسلم) امر بعدم منع ای امرأة من الذهاب الى المسجد، الا انه فی بعض المجتمعات الاسلامیة مازالت المرأة تمنع من الحضور الى المسجد، فالنساء فی عهد الرسول (ص) کنّ یقمن بالعدید من النشاطات والمشاریع الاجتماعیة، فعندما لا یسمح للنساء بالحضور فی المساجد فی بعض الدول الاسلامیة، فمن المؤکد ان ذلک یؤثر سلبا على مشارکتهن فی حرکة الصحوة الاسلامیة , فبعض المحظورات الموجودة فی المجتمعات ادت الى ان تفقد المرأة عملیا قابلیة ممارسة الانشطة الاجتماعیة. واحدى القضایا الهامة الاخرى فی هذا المجال هو وجود رجل من ذوی المرأة الى جانبها اثناء السفر، فبعض المنتقدین الى النساء یشیرون الى انهن یقمن بسفرات قصیرة الامد بدون وجود محارم لها، وهذا الامر الى غضب بعضهم، فبعض النساء بامکانهن الادعاء انهن مؤیدات للاسلام بشکل فردی ولیس لهم اعتقاد بالعمل الجماعی، ولکن یجب حصولهن على الوعی اللازم، لان الاسلام یعتقد بالحیاة والانشطة الاجتماعیة ویشجع الافراد على ذلک، حتى عبادة الله یجب ان تکون ایضا بشکل جماعی، وصلاة الجماعة مفضلة على صلاة الفرادى، ففی طیلة شهر رمضان ایضا تحظى الانشطة الجماعیة بالاهمیة، والحج کذلک عمل اجتماعی حیث ان له دور هام فی الفرائض الدینیة. التمییز الاجتماعی: نشاهد فی المجتمعات وجود تمییز اجتماعی بین النساء والرجال حتى فی فترة الطفولة من نواحی التعلیم والتربیة و.... فالعدید من الرجال الناشطین فی الحرکات الاسلامیة لا یرغبون بعمل نساءهم فی هذه الحرکة ویخشون من ان تتسبب نساءهم فی المستقبل بایجاد مشاکل لهم فی المنزل، ومع ان لدیهم معرفة بالقرآن والسنة فانهم لا یقبلون احکام وتعالیم القرآن والسنة. القضایا المالیة الانشطة المالیة للنساء مثل الاعمال التی کانت تقوم بها السیدة خدیجة زوجة الرسول (ص) هی احد المصادیق البارزة فی هذا المجال، فالنساء المسلمات لیست لدیهن ای مسؤولیة حیال الانفاق على الاسرة من اموالهن. ولکن فی الوقت الحاضر فان العدید من النسوة یقمن بمزاولة ای عمل من اجل رفع المستوى المعیشی، ولهذا السبب فهن لا یملکن فرصة للمشارکة فی النشاطات الاجتماعیة، وتغییر الرؤى فی المجتمعات حول قیمة المرأة وعملها والاموال التی تجنیها تعتبر ایضا احد العوامل التی ادت الى تقلیص مشارکة النساء فی النشاطات الاسلامیة، ففی الوقت الحاضر تستخدم العدید من المؤسسات التجاریة النساء لاداء الاعمال بأجور قلیلة، واثبتت النساء ایضا کفاءتهن فی الاعمال افضل من الرجال، وللاسف فانه فی الوقت الحاضر فان العدید من النسوة من مختلف من الطبقات المتوسطة انضممن الى هذا القطار السریع، وبهذا الشکل فان العدید من النسوة استفدن من عوائدهن لشراء السلع الکمالیة ورفع مستواهن المعیشی، فالمؤسسات والمحلات التجاریة الکبرى ایضا تعلمت کیف تجذب النساء وتخلی جیوبهن، ولهذا السبب فان جذب هؤلاء النسوة وتثبیت مشارکتهن فی النشاط الاجتماعی باتت مشکلة صعبة، وهذه الفئة من النساء لدیهن نظرة متواضعة الى اجر الآخرة لمثل هذه النشاطات. القضایا السیاسیة الوعی السیاسی هو اقل لدى النساء بصورة نسبیة، والوعی السیاسی لدى النساء المسلمات فی مستو منخفض جدا، وحتى اذا سنحت هذه الفرصة للنساء وعملن فی ادارة المؤسسات السیاسیة فانهن على الاغلب یعتبرن کأداة الى جانب ازواجهن، ولدیهن وکالة من جانبهم، ولهذا السبب فان الاناث فی الصحوة الاسلامیة لدیهن حساسیة اقل تجاه الاستغلال السیاسی على المستویات المختلفة، وفی بعض الحالات فان النساء اللواتی قمن بادوار سیاسیة تحولن الى ألعوبة بید اعداء الاسلام، وبعض اقسام المجتمعات الاسلامیة تکرر على الدوام هذه العبارة وهی ان الدین منفصل عن السیاسة، وهذه القضیة ادت ایضا الى تقلیل الوعی السیاسی لدى الافراد و فی حین ان الرسول (ص) عارض ایضا هذا الامر، وان سیرة مشارکة السیاسیة کانت خلافا لهذه القضیة تماما. الحسابات الخاطئة حسب المنطقة الجغرافیة والارتباط بالعادات والتقالید والآداب، تعتبر هذه المسألة متفاوتة فیما یخص النساء، فالآلیات المقترحة فی هذا المجال ینبغی ان تکون على اساس الحقائق الراهنة والمیدانیة. اللیبرالیة الدیمقراطیة الغربیة فی مواجهة الاسلام من وجهة نظر المرأة احیانا یعبر عن اللیبرالیة الدیمقراطیة فی الغرب بانها تساوی الحریة فی نوع ملبس النساء، فشخصیة المرأة بهذا الشکل تقاس مع القماش واللباس الذی ترتدیه، وبعبارة افضل فکلما احتمشت المرأة فی ملابسها فانها تبتعد عن التطور، وکلما قللت من احتشامها فانها تکون متطورة، فالحظر المکرر للحجاب فی بعض الدول او النقاش حول موضوع الحجاب باعتباره رمزا للقمع فی وسائل الاعلام قد صبت الزیت على النار ایضا، ولو ان الغرب یعترف بحق النساء المتبرجات او اللواتی یرتدین ملابس اقل، ولکنه لایستطیع اعطاء هذا الحق عملیا الى النساء اللواتی یرغبن فی ارتداء الحجاب، ومن المثیر للدهشة ان ای نقاش حول اللیبرالیة فی الغرب بشأن النساء یرتبط مباشرة مع نوع الملابس، فبقیة حقوق المرأة مثل حق الحیاة وحق التعلیم وحق التمتع بالاحترام وعدم التمییز و... لیس له ای مکان فی المناقشات فی هذا المجال، فی حین ان الاسلام اولى احتراما لجمیع حقوق المرأة فی جمیع مناحی الحیاة. فاللیبرالیة الدیمقراطیة الغربیة اوجدت ظروفا خاطئة امام النساء المسلمات وقیدت حریتهن، وفی الحقیقة فان الحریات اللیبرالیة او شبه اللیبرالیة والزائفة الغربیة، قد جعلت حیاة النساء کارثیة، فالاحصاءات تظهر ان ای امرأة فی المجتمع الغربی تتعرض الى العنف الاسری مرة واحدة على الاقل فی حیاتها، ویتزاید العنف الجنسی ایضا ضد النساء. ویشیر الصحفی البریطانی ایفان ریدلی الى هذا الموضوع قائلا استنادا الى معلومات المنظمة الوطنیة لمکافحة العنف الاسری فی امریکا فان حوالی اربعة ملایین امرأة امریکیة تعرضن الى العنف والعدوان الجنسی العنیف من قبل شرکائهم خلال فترة زمنیة تبلغ 12 شهرا، وتقتل یومیا نحو ثلاثة نسوة کمعدل على ید ازواجهن او اصدقاء اولادهن، ای نحو 5500 امرأة قتلن من 11 سبتمبر ولحد الآن. فالنساء الحوامل اللواتی یتعرضن الى الملامة من قبل شرکائهن، یقمن بالاجهاض بشکل متکرر، فالعدید من الاطفال ایضا فی المجتمعات الغربیة لایعرفون آبائهم وامهاتهم وینشئون کأیتام حتى لو کان آبائهم وامهاتهم احیاء، ولکن هؤلاء الاطفال لایتمکنون من التمتع بنعمة وجود العائلة، ومشکلة العدید من المواطنین حالیا هو عدم وجود اشخاص یتمکنون من مراقبتهم، وفقط الحکومة تتولى مراقبتهم، وهذه القضیة ادت الى تفکک العوائل، وبالتالی فان النساء فی اللیبرالیة الغربیة یتحملن اضرارا بالغة، حتى النساء فی الدول النامیة ایضا وتحت تأثیر الافکار اللیبرالیة قمن بتغییر طریقة حیاتهن مثل الغرب،وکل یوم ینفقن مبالغ طائلة على السلع الکمالیة عدیمة الفائدة. ان التاریخ یثبت هذه الحقیقة وهی ان نتائج هذه اللیبرالیة ادت الى ثقافة الانحلال حیث انه حسب الظاهر تخدع الافراد باسم الحداثة والفن وحریة الرأی ولکن فی نهایة المطاف تؤدی الى الاستغلال الجنسی والتفکک الاسری. کما ان العدید من النساء والرجال الذین وقعوا تحت تأثیر هذه القضیة، کان علیهم ان یدفعوا ثمنا باهضا للحظة من الشهوة الجنسیة. فالافکار الغربیة تروج على الدوام لهذا الموضوع وهو ان الغرب قد خلص المرأة المسلمة المقیدة واعطاها هویتها مرة اخرى، ولکن فی الحقیقة فان النتیجة النهائیة للایدیولوجیة الغربیة وشعاراتها الظاهریة بحریة المرأة وتمکینها قد توضحت جیدا فی المجتمع الغربی المعاصر. فالغرب فی ظل تمکین المرأة عرف الرجل بانه المستغل الرئیسی لها، لذا فانه هیئ الارضیة لانهیار کیان الاسرة، فالمرأة فی هذه الحالة تفکر بالحصول على مورد وکسب المال بأی طریقة کانت حتى تحقق حالة من الأمن المالی، وبهذا الشکل فالمرأة التی تحصل على اموال اکثر مثل الضابطات اللواتی یخدمن فی الجیش لدیهن وضع افضلن، ولکن الملفت للانتباه هو ان العدید من ضابطات الجیش تعرضن ایضا الى التحرش الجنسی واعمال العنف. فالاسلام لدیه نظرة متساویة الى النساء والرجال والعلاقة بینهما وهو ما ذکر صراحة فی القرآن الکریم، ودورهما التکمیلی احدهما للآخر، والعلاقة الموجودة فی داخل حرکة الصحوة الاسلامیة ایضا وهی ان یسعى النساء والرجال جنبا الى جنب ومتعاضدین لتحقیق الاهداف المنشودة والتنافس لنیل اجر الآخرة، والله ایضا سیجزیهم بما عملوا، والله یؤکد فی القرآن انه لا یضیع اجر العاملین من ذکر او انثى، والله یذکر ایضا بصراحة بان جمیع الافراد هم اعضاء مجتمع واحد ومرتبطون ببعض. الحرب الدعائیة وسائل الاتصالات المختلفة استطاعت ان تحدث الثورات فی المجتمعات، ویجب حالیا الاستفادة من هذه الوسائل لتبلیغ مختلف القیم الحالیة وایصالها الى اسماع شعوب العالم، وفی المقابل فان الحملة الدعائیة الغربیة الواسعة تثیر جوا من الفضول وهذه الاجواء السلبیة من شأنها ان تکون قناة لایصال رسالة حرکة الصحوة الاسلامیة، فی الوقت الراهن فان الحاجة الرئیسیة لنا هو تثبیت شخصیتنا ومواجهة هذه الدعایات السلبیة، حتى لا نفقد دوافعنا ونقع تحت تأثیر الدعایات السلبیة. والوسائل الحدیثة للاتصالات مثل الانترنت والهاتف الجوال والعدید من الوسائل الاخرى بامکانها المساعدة على تیسیر مسؤولیة النساء المسلمات فی حرکة الصحوة الاسلامیة، لانها تتطابق جیدا مع احتیاجات النساء المسلمات داخل الحرکة وتسهل مهامهم، وعلى الرغم من جمیع المشکلات التی ذکرت، فان شاء الله سنتغلب على جمیع المشکلات قریبا.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,377 |
||