فاطمة الزهراء ..المرأة التی فاقت النساء جمیعا

فاطمة الزهراء ..المرأة التی فاقت النساء جمیعا

هدى العلی

اذا کان لابد من یوم للمرأة، فأی یوم أسمى وأکثر فخراَ من یوم مولد فاطمة الزهراء السعید..المرأة التی هی مفخره بین النبوة، وتسطع کالشمس على جبین الإسلام العزیز..

لم تکن الزهراء امرأة عادیة، بل کانت امرأة روحانیة وملکوتیة.. کانت إنساناَ بتمام معنى الکلمة.. امرأة حقیقة کاملة و بتربیة رسول الله صلى الله علیه و آله وسلم، لتصل إلى مرتبة دونها الجمیع.

هذه الکلمات القیمة ،قالها الامام الخمینی الراحل بمناسبة ذکرى مولد السیدة فاطمة الزهراء ( علیها السلام ).

امها السیدة خدیجة الکبرى ( سلام الله علیها ) ،وابوها خاتم الانبیاء الرسول الاکرم محمد ( علیه افضل الصلاة والسلام ) . نشأت وترعرعت فی اطهر البیوت على الاطلاق ،واسماها النبی (ص ) (امٌ ابیها ) لأنها کانت تحنو على ابیها النبی محمد حنو الامهات وتملأ بیته حنانا ورحمة . وحین فارقت امٌها خدیجة الحیاة کانت صغیرة السن ،فتعهٌدها ابوها وشغل کل حیاتها حتى خطبها الامام علی ( عیه السلام ) وتزوجها.

کانت تمسح العرق عن جبین محمدَ (ص)، تسحب الأشواک من قدمیه، تعجن أقراص الشعیر لعلی ولکل مسکین ویتیم وأسیر، على سجادة صلاتها تنزلالملائکة ،ترفع یدیها إلى السماء، على أناملها کل المظلومین والمسحوقین والفقراء. تدعو لهم، تذکرهم بأسمائهم، تزورهم فی لیالی المطر والنوافذ المشرعة على الریح.

إنفاق وإیثار سیدتنا فاطمة الزهراء الصدیقة ،سیدة نساء العالمین سلام الله علیها ابتغاء وجه الله، یضرب به المثل حیث یروى أن النبی صلوات الله علیه صنع لها قمیصاَ جدیداَ لیلة عرسها، وزفافها، وکان لها قمیص مرقوع، وإذا بسائل على الباب یقول: أطلب من بیت النبوة قمیصاً خلقاً، فأرادت أن تدفع إلیه القمیص المرقوع، فتذکرت قوله تعالى: (لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون) فدفعت له الجدید.

وکان لها سبعة بساتین وقفتها على بنی هاشم وبنی عبدالمطلب.کما کان لها من الاولاد ثلاثة ،وهم الامام الحسن والامام الحسین وزینب الکبرى ( علیهم السلام ).ولحقت بابیها بعد ستة اشهر فقط من رحیله من الحیاة.

من مثل فاطمة

ولدت فاطمة فأزهرت السماء

فسطع النور منوّر الأرجاء

فی قلب مکة المکرمة

شعّت الأنوار وعمّ الضیاء

فهلٌل بیت النبوة وأضاء

وسجد شکراَ الملائکة والأوصیاء

حضر مولدها أنسیات حوریات

هنٌ فی جنان الخلد أصفیاء

فغرٌدت الأطیار فی الأجواء

منشدة أنشودة الفرح والثناء

أقبلی إلینا یا بنت المصطفى