مونیکا الیابانیة .. أرشدها قلبها إلى الإسلام | ||
مونیکا الیابانیة .. أرشدها قلبها إلى الإسلام ترجمة وإعداد: هالة صلاح الدین لولو
هی وثائق وشهادات من ترجمة "هالة صلاح الدین اللولو"، تصف فیه ظاهرة عالمیة معاصرة تجلب النظر، وتتمثل فی الاقبال المتزاید للناس من شتى الأدیان السماویة وغیر السماویة ومن جمیع دول العالم، إلى نبذ الادیان السابقة واعتناق الدین الاسلامی الحنیف.
یحوی هذا الکتاب ترجمة دقیقة لافادات ووثائق فرنسیة وإنکلیزیة تبرز ظاهرة عالمیة تثیر الاعجاب، حیث یسرد الکتاب قصص مختلف الذین اسلموا من کل قلوبهم، وبمقدور القارئ العودة إلى النص الأصلی استناداً إلى المصدر الوارد فی نهایة کل وثیقة مترجمة. وتشرق من هذا الکتاب بشرى هدایة من ظلمة الضلال والانحراف والعبودیة من هناک.. من الغرب واوروبا بالذات، ومن الشرق ایضاً، من الیابان، من السوید ، من الولایات المتحدة الأمریکیة، بل وحتى من جزر سلیمان التی یجهلها الکثیرون فی محیط ترسو، من هناک تشرق شمس التحول إلى الإسلام لتحیط بالکرة الأرضیة جمیعها، إنه عصر اعتناق دین الإسلام الخالد بالرغم من تصاعد هجوم الاعداء علیه والإساءة إلیه فی شتى وسائل الإعلام الغربیة الحاقدة. ویسرد الکتاب قصصاً وثائقیة عن إسلام الکثیر من النساء الغربیات، ک"خدیجة مارغریت" و"ماریا جو" من البرتغال، و"حنیفة بنت ستیفان" من السوید، و"جیزس روجلیو" و"فیلیریل کارلا" و"صفیة القصبی"من أمریکا، و"إلینا شروموفا" من روسیا، و"کریستیان باکر" من ألمانیا، و"خولیو سیزار بینو" من کوبا، ومونیکا من الیابان، و"کاترین بولک" و"وارنسبی علی" من کندا، و"دلی کریستین" من إیطالیا. کل هذه النساء نجد قصصهن الشائقة وهی تبین المتحولات إلى الإسلام من اوروبا وغیرها.
المرأة المسلمة مصونة ومکرّمة ونأخذ من هذه القصص المشوقة مثالاً، وهی "مونیکا" من الیابان، حیث نشأت فی أجواء الیابان المتقدمة تکنولوجیًّاً، وعاشت حیاة مسالمة مستقرة، ونعمت بعائلة عطوفة، وتوافرت لها سبل النجاح فی دراستها وعملها، کل الطرق کانت مفتوحة أمامها لتستمتع بحیاة مریحة ومُرْضیة. کانت عائلتها تدین بالدیانة البوذیة مثل کثیر من الیابانیین، لکن ارتباطها بالبوذیة کان ضعیفاً منذ أیام طفولتها المبکرة، ولم یکن والداها یکترثان لإخلاصها لها. مع ذلک ومنذ أیامها المبکرة، کانت تدور فی عقلها أسئلة تتعلق بالکون والوجود والحیاة، وقد ظلت هذه الأسئلة تراودها حتى بلغت سن العشرین، حینما أنهت دراستها الجامعیة وبدأت تعمل وسط الغیوم، مضیفة طیران فی الخطوط الجویة الیابانیة. أملاً أن تجد السلام والهدف من خلال العمل، لکن على العکس من ذلک استمر وجود فراغ فی حیاتها، کان هنالک شیء ما مفقوداً ورجت متحرِّقة أن تکتشف ما هو. لقد شاء الله، مدبّر الأمور، أن تعمل مترجمة فی وفد یابانی إلى وکالة سیاحة فی مصر لمدة عام. ومن خلال زملائها الجدد، عرفت الإسلام. وبعد إکمال عام فی الخارج، عادت إلى الیابان، وقررت أن تدرس الإسلام لعلِّها تعثر على إجابات للأسئلة التی لازمتها طوال حیاتها. لم تکن المعلومات التی استخلصتها سابقاً عن الإسلام من المدرسة والتلفاز محدودة جدًّاً وحسب، وإنما کانت مشوَّهة تشویهاً بالغاً. وحالها هی حال معظم الشعب الیابانی الذی یقرأ ویسمع فقط عن العنف الذی تحمله کلمة (مسلم). حینما عادت إلى الیابان، ذهبت إلى (المرکز الإسلامی) فی طوکیو، وطلبت نسخة مترجمة من القرآن الکریم إلى الیابانیة. وتکررت زیارتها إلى المرکز لثلاث سنوات، حیث درست الإسلام مع باحثین محلیین. مع مرور الوقت، ازداد فَهْمها وإعجابها بالإسلام على نحو رائع. وقدَّم لها هذا الدین البهیُّ إجابات عن الأسئلة الفلسفیة التی کانت تلاحقها لسنوات طویلة. کان لوضع المرأة فی الإسلام أثر قوی فی نفسها، فالمرأة المسلمة مصونة ومکرَّمة، ومشاعرها وعقلها وعفافها کل ذلک محترم أکثر بکثیر مما کانت تتخیل سابقًا. بدأت تنفرد بنفسها وتسأل الله أن یهدیها إلى الحقیقة، وأن یعلمها إیاها. وشرعت تتأمل العالم المخلوق لترى ید الله فیه. تأملت الأشجار والأزهار والطیور والحیوانات، وتأملت فی إبداع الخلْق وفی التوازن المسیِّر لهم. شعرت أن لله کتابین: کتاب ناطق هو القرآن الکریم، وکتاب صامت اتخذ شکل الکون وعجائبه وجلاله. وهکذا رأت الله فی إبداعه، وهداها قلبها وإحساسها إلى الإسلام. شعرت بنور الله یملأ قلبها، واجتاحتها سعادة غامرة لمَّا ازداد إیمانها وشعرت کما لو أن الله کان معها فی کل لحظة. وکانت إرادة الله، مدبِّر الکون، أن تعمل مضیفة من خط طیران من وإلى إندونیسیا لفترة عام. سحرتها أخلاق الشعب الإندونیسی، والتزامه بالقرآن فی حیاته الیومیة. وساعدها الإندونیسیون الذین صادقتهم فی فهم الإسلام بشکل أفضل وفی تزاید حبها له. واجهت صعوبات عدیدة مع عائلتها، لکنها صممت على أن تکون مسلمة على الرغم من کل العقبات التی تعترضها. وشرعت فی تأدیة الصلوات الخمس فی وقتها المحدد، وبذلت جهداً کبیراً فی حفظ آیات من القرآن؛ لتتمکن من أداء الصلاة على الوجه الصحیح. وقبل اعوام، سافرت إلى مصر لتعلن جهاراً اعتناقها الإسلام فی جامعة الأزهر الشهیرة. ووجدت عملاً فی مصر لتعیش فیها، وبعد فترة قصیرة تزوجت من رجل مصری مسلم. بقیت فی مصر، وبعد فترة أنعم الله علیها بطفلة جمیلة سمتها مریم - الاسم المؤنث الوحید الذی ورد بشکل خاص فی القرآن. إنها تعیش الیوم حیاة سعیدة مع دینها الجدید وعائلتها الجدیدة المسلمة، وتبذل کثیراً من الوقت والجهد فی حفظ القرآن، وحینما یسنح الوقت، تتدارس هی وزوجها القرآن معاً ویقرآن معاً بعض النصوص الإسلامیة. وهی تأمل ذات یوم أن ترشد عائلتها إلى الإسلام إن شاء الله قریباً. وتعتقد "مونیکا" ان الشعب الیابانی عموماً یفتقد جزءاً کبیراً من الحیاة السعیدة رغم حضارته المتقدمة تکنولوجیًّا. وتعتقد أن أعداداً ضخمة منه ستدخل الإسلام إنْ توفَّر لها الفهم الصحیح. إنه یبحث عن مثل تلک الأجوبة، وما من شک أن الشعب الیابانی بأمس الحاجة الیها.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,000 |
||