بمناسبة حلول العام الهجری الجدید: نحو استعادة الهویة الاصیلة | ||
بمناسبة حلول العام الهجری الجدید: نحو استعادة الهویة الاصیلة بمناسبة حلول العام الهجری الجدید، نعرب عن املنا بتوجه العالم فی العام 1435 نحو حقیقة الانسان والقیم الالهیة، نابذاً سیاساته المخلّة بالمقدسات السماویة، متمنون أن تسود المودة والصداقة والسلام والاستقرار، کافة المجتمع الانسانی فی العام الهجری المبارک. وبهذه المناسبة، ندعو البشریة الى احترام وتبجیل رسول المحبة والرحمة النبی محمد( صلى الله علیه وآله وسلم)، آملین بأن تعود مرة أخرى الى التمسّک بالمبادئ الأساسیة لتعالیم الانبیاء وان تسعى لترسیخ واقرار التفاهم بین الاحرار واتباع الادیان السماویة وان تتجه أکثر فاکثر نحو تعزیز التضامن والسلام والاستقرار. ونعرب عن املنا ایضاً فی اقرار العدالة المرتکزة على القیم المعنویة والمودة فی کافة انحاء العالم، کما نتمنى من الباری تعالى، تحقیق الامنیات التأریخیة والذاتیة للانسان لتحقیق الاخوّة والامن والازدهار فی ظل الایمان بالله تعالى. ویشهد هذا العام، إنعطافة کبیرة غیر مسبوقة فی تأریخه الحافل بالمعطیات العظیمة، حیث المنجزات المدهشة التی حقّقتها الانتفاضات الکبرى والثورات المتأججة فی بلدان المنطقة العربیة، فی تونس ولیبیا ومصر والیمن والبحرین الجریحة، حیث الملاحم البطولیة التی حدثت فی البلدان الثائرة. انها فرصة ذهبیة لتنسیق المواقف والرؤى بإتجاه التحرر من قبضة الانظمة السائرة فی رکاب الاستکبار العالمی، ولیس هناک وقت اجدر من هذا الوقت حیث مساعی الاعداء لبث الخلافات ومواجهة موجة الصحوة الاسلامیة، انها فرصة قیمة جداً للتواصل مع مختلف ابناء الامة الاسلامیة للتقریب بین القلوب من اجل تعزیز الاواصر الاسلامیة، والاستفادة من تجارب ایران الممتدة لاکثر من ثلاثة وثلاثین عاماً فی مقارعة الاستکبار والمعاندین ووضعها تحت تصرف الشعوب الثائرة، لتوصیل نداء مظلومیة المسلمین الى العالم أجمع، ونشر کلمتهم فی سائر انحاء العالم من اجل إعلاء شعار الوحدة بین المسلمین کافة. وکان الامام الراحل یرى ان تغییب البعد السیاسی الاجتماعی الثوری للاسلام، انما هو مؤامرة کبرى قادها الاستکبار العالمی والحکام العملاء والعلماء المتحجرون والمزیفون. ولایکاد خطاب من خطابات الامام، من تسلیط الاضواء على هذه المؤامرة الکبرى التی نجحت الى حد بعید فی إفراغ الاسلام من محتواه السیاسی ومضمونه الاجتماعی الثوری. مصرحاً بانه لا توجد منفعة اعظم واسمى من قطع ید الاستکبار العالمی عن امتنا الاسلامیة، بل عن المسضعفین جمیعاً، وای منافع اعظم من قطع ید الجبابرة والظلمة والمستکبرین من السیطرة على البلدان المستضعفة. کما ان واحداً من اهم اهداف الجمهوریة الاسلامیة هو إیجاد التفاهم وترسیخ الاخوّة بین المسلمین والدعوة الى وحدة الکلمة بین المسلمین، وضرورة نبذ الفرقة والتمزق الذی یسعى اعداء الاسلام الى إبقائه والمحافظة علیه، ولذا فإن من واجباتنا وفی هذه الضروف الحساسة بالذات، الدعوة الى توحید الصفوف ونبذ الخلافات بین فئات المسلمین، وعلى علماء المسلمین، ان یهتموا بهذا الامر الحیوی، وإیجاد جبهة متراصة بغیة السعی لتحریر المستضعفین من أسر القوى الاجنبیة الطامعة، والارتفاع بمستوى طموح الشعوب الناهضة التی هبّت وإستجابت لنداء الدین والعقل والضمیر. کما اننا عندما نرید ان ندرس حرکات الصحوة الاسلامیة، فان النساء یشکّلن بشکل عام نصف الاعضاء المتواجدین فیها، وهذه حقیقة معترف بها وهی ان النساء لهن دور فعال وواسع جدا على مختلف الاصعدة، ولایمکن تجاهل دور نصف المجتمع الفعال فی النشاطات والمنظمات والحرکات الثوریة ایضا. و من جهة اخرى فان النساء یشکّلن قسما رئیسیاً ومهماً فی ای حرکة اسلامیة. والنساء واعیات للتحدیات التی تواجهها هذه الحرکات وبامکانهن عن طریق ایجاد الوعی فی هذا المجال التصدی لهذه التحدیات، وبما ان النساء یدرکن جیدا مسؤولیاتهن العائلیة والاجتماعیة، فانهن یستطعن التصدی لهذه التحدیات جیدا. و لاشک توجد عوامل مختلفة تؤثر على مشارکة النساء فی حرکات الصحوة الاسلامیة من خلال تعزیز الندوات والمؤتمرات العلمیة، تستطیع السیدات المسلمات الکشف عن کثیر من التهم الزائفة المفتعلة على أیدی وسائل الإعلام الغربیة، ومن خلال ذلک یمکن منح المعنویات والحوافز للنساء اللاتی یدخلن الأجواء الاجتماعیة والعالمیة بالتدریج . و أخیراً، وعلى اساس النماذج الأساسیة للمرأة المسلمة، نرجو أن تبذل السیدات المسلمات الجهود للاستفادة من کفاءاتهن فی الارتقاء بمستواهن فی اطار عولمة الصحوة الإسلامیة على ضوء البنى التحتیة المحلیة و الوطنیة السائدة فی البلدان الإسلامیة. ان الاتصالات والعلاقات الإلکترونیة الیوم تعرّض النساء والرجال إلى مخاطر الانحراف ، لکنها من شأنها أن تعزز دور النساء فی الصحوة الإسلامیة إذا استخدمنها بطریقة واعیة . وإذا لم نستطع استخدام هذه الآلیة الحدیثة لصالح الصحوة الإسلامیة، فسوف یستفید منها الأعداء ضد صحوة المرأة ، وهنا ومن هذا المنطق یقضی واجبنا الشرعی أن یصبح بإمکان النساء المسلمات المزید من التمتع بالمصالح المادیة والمعنویة الناجمة عن التطور العلمی مع التزامهن بحجاب واعٍ ومتقدم . إن المشارکة الواضحة والمؤثرة للمسلمات فی التغییرات المسماة بالصحوة الإسلامیة ومقارعتها للاستکبار الخارجی والاستبداد الداخلی وکذلک معاداة الکیان الصهیونی الدولی على أساس التعالیم والمفاهیم والقیم الإلهیة الإسلامیة، أدت إلى اعادة انتاج الهویة الممیزة للمرأة المسلمة، حیث ان الإسلام وکتابه المقدس : القرآن الکریم عزى سلامة الإنسان إلى الکرامة، الاحترام والحریة وحق الاختیار وتحدید المصیر بسبب ظلم الأنظمة الاستبدادیة الشدید، والذی لا یمکن تخیله فی السنوات الأخیرة ضد المرأة، فإنها حُرمت من حقوقها الإنسانیة والإلهیة وأُلبست هویة کاذبة ومزورة من المفاهیم الغربیة الحدیثة التی لها اعداء کُثُر حتى فی الغرب. وفی مسیرة الصحوة الإسلامیة، ینبغی على المسلمات اللاتی بتربیتهم جیل شاب واع، یصبحن العنصر الاساسی فی تشکیل ونجاح هذه العملیة. وعلى أساس المفاهیم والقیم الثوریة الإسلامیة یستعدن هویتهن الاصیلة ... وبفضله تعالى فإن هذه الهویة تتوسع وتنمو وتزدهر یوما بعد یوم وتکون دلیلاً لجمیع نساء العالم للسیر إلى التحرر من قیود وموانع الإمبریالیة والصهیونیة .
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,114 |
||