أمراض الجهاز الهضمی وطرق علاجها | ||
أمراض الجهاز الهضمی وطرق علاجها
أ. البغدادی لابد ان الکثیر منّا عانی من حالات عسر الهضم وآلام الامعاء والمعدة المنتفخة بالغازات بعد ان تناول انواعاً معینة من الاطعمة، او تناول الطعام بسرعة. والتقدم التقنى حوّل مجرى الحیاة وجعلها سریعة جداً حتى فی ما یتعلق بعادة تناول الطعام ونوعیته. لهذا تحولت عادة تناول الطعام فی مکان هادئ الى تناوله امام التلفزیون او فی مکان العمل او حتى خلال المشی والنزهة. وفی أحیان أخَر یتم تناول الطعام فی وقت متأخر من اللیل بحیث یذهب الانسان الى الفراش ومعدته ممتلئة بالطعام. ولیس من المستغرب أن یُصاب الانسان بعد هذا کله بسوء الهضم او بالغازات او بألم الامعاء. ان المعدة والامعاء تعتبران من الاجهزة الحساسة جداً فی الجسم، وفی عملها تحتاج الدم والطاقة لیمکنها هضم الطعام وامتصاصه، وای تغییر یمکن ان یحدث حالة إضطراب فی عملها. ولعل احسن مثال على الاصابة بإضطراب عمل المعدة والامعاء، القیام بالتمارین الریاضیة بعد تناول وجبة من الطعام، اذ ان الدم الذی یسری الى المعدة خلال الهضم یتحوّل الى العضلات تارکاً المعدة والامعاء یعملان بکفاءة اقل بکثیر من الکفاءة الاعتیادیة. ونفس الشیء یحدث عند النوم بمعدة ممتلئة بالطعام، اذ ان النوم یخفض من عمل اجهزة الجسم وحرکة الدم ولذلک تحدث حالات سوء الهضم. ومن المناسب دائماً تناول الطعام قبل ساعتین على الاقل من النوم لتجنّب حالة سوء الهضم وانتفاخ المعدة بالغازات. ان تناول الطعام یحتاج عادة الى اجواء هادئة بعیدة عن صخب الحیاة والقلق ویتوفر فیها الاسترخاء لضمان عمل اجهزة الجسم بصورة صحیحة. ونصیحة المختصین بالتغذیة تشیر الى ان تناول الطعام یحتاج الى الاسترخاء وقضاء فترة لاتقل عن نصف ساعة على منضدة الاکل بعد الانتهاء من الاکل لضمان راحة المعدة، وبعکسه لایمکن تجنّب حالة سوء الهضم. وتناول الطعام بطریقة صحیة یعتمد على الفترة الزمنیة ومکان تناول الأکل ونوعیة الطعام. وتناول المشروبات الغازیة والتدخین والقلق، کلها حالات تزید من اضطراب المعدة وامراض جهاز الهضم عموماً. وتوجد هناک انواع متعددة من مشاکل اضطراب الهضم وکل حالة لها علاجها الخاص لکن التشخیص مهم قبل العلاج. ونذکر هنا بعض الحالات العامة التی یعانی منها معظم الناس بین الفینة والاخرى. انتفاخ المعدة والامعاء بالغازات تعتبر هذه الحالة من مشاکل الهضم المزعجة التی یمکن علاجها السریع اما بتحریر الغازات عن طریق المخرج او التجشؤ لتخفیف الضغط على المعدة والامعاء. وهی من الحالات الطبیعیة التی تصیب کل انسان. ولخفض کمیة الغازات فی المعدة یجب النظر فی نوعیة الطعام الذی یتناوله الشخص. والغازات توجد باستمرار فی المعدة والامعاء حیث تتکون من خلیط من النتروجین والهیدروجین وثانی اوکسید الکاربون وغاز المیثان. وهذه الغازات هی ناتج لعملیات الهضم بفعل البکتریا التی تعیش عادة فی الامعاء. وقد تحدث الغازات احیانا بسبب ابتلاع الهواء اثناء الاکل. والغازات الکثیرة تحدث بسبب تخمر بعض انواع الطعام. ومن انواع الاطعمة التی تسبب الغازات البصل واللهانة والفاصولیاء والسلطة والخضروات الطازجة. واللحم الاحمر یسبب غازات کریهة الرائحة. والطعام الغنی بالالیاف مفید جدا لصحة الجسم وعمل المعدة الا ان تناول مثل هذه الاطعمة یجب ان یکون بصورة مناسبة وبعکسه تمتلئ المعدة بالغازات. والمشروبات الغازیة تسبب هی الاخرى غازات المعدة. وتغییر نوع الطعام وعادة تناوله یمکنه القضاء على مشکلة الغازات. ویمکن معالجة مشکلة الغازات المستمرة بتناول اقراص الفحم التی تمتص الغازات من المعدة والامعاء ویمکن ایضا استعمال اقراص زیت النعناع والدایمیئیکون التی تخفف من التوتر السطحی للغازات فی المعدة وتیسر عملیة التجشؤ.
مرض تهیّج الامعاء تبلغ نسبة المعانین من هذا المرض واحدا من بین کل خمسة اشخاص. ویظهر المرض فی سن 15 الى 40 سنة وغالباً ما یصیب النساء مقارنة بالرجال حیث یبلغ عدد النسوة المصابات ضعف عدد الرجال. وتتنوع علامات المرض وتبدو باشکال متعددة منها تقلصات فی البطن خصوصا فی الجانب الاسفل الایسر من البطن، وکثر الغازات وانتفاخ البطن والرغبة فی القیؤ وفترات متغیرة مابین الاسهال والامساک. بالاضافة الى فقدان الشهیة والرغبة فی النوم. ومن الصعب تشخیص حالة الامعاء المتهیجة ومعالجتها خصوصا وان العلاج یتطلب تغییر عادات الانسان بالاضافة الى تناول الادویة. وتزداد الحالة سوءا بعد تناول وجبة من الطعام وتخف بعد تحریر الغازات او قضاء الحاجة. وتناول طعام یحوی الالیاف قد یزید الحالة سوءا بدلا من تخفیفها عند بعض الاشخاص بل ان الحالة قد یصعب اکتشافها باستعمال اشعة اکس الملونة لتصویر منطقة البطن والامعاء. ومن الواضح ان الحالة النفسیة للمریض تلعب دورا مهماً فی تطور هذه الحالة خصوصاً الاجهاد والتوتر العصبی والقلق والکابة. ومع ذلک فان مرض تهیج الامعاء له علاقة مباشرة ایضا باختلال نظام عمل عضلات الامعاء.
عادة ابتلاع الهواء یبتلع الانسان کمیة معینة من الهواء عند تناول الطعام وهی حالة طبیعیة. الا ان الحالة تتطور الى مشکلة عند تجمع الهواء الکثیر فی المعدة مؤدیا الى انتفاخها والشعور بالتجشؤ. وتحدث مثل هذه الحالة عند تناول الطعام فی وضع الحرکة. وتزداد حالة ابتلاع الهواء مع زیادة حالة القلق والتوتر والاجهاد وبصورة لاارادیة. ویؤدی ابتلاع الهواء الى انتفاخ البطن وحدوث حالات سوء الهضم باستمرار بعد تناول الطعام وحالات حرقة المعدة. وتکثر الحالة عند العاملین فی المکاتب والشرکات الذین یبتلعون الطعام بسرعة فی فترة الظهیرة او یتناولون وجبات طعام ثقیلة فی المساء المتأخر ولتخفیف هذه الحالة یلعب الاسترخاء عند تناول الطعام دورا مهما بسبب تناول الطعام ببطء وهدوء، بالاضافة الى تجنب الوجبات الثقیلة مساء. ومن الجدیر بالذکر ان اقراص النعناع او نباته یمکنها تخفیف کمیة الهواء المبتلع وکذلک تناول بذور الکزبرة او اوراقها اثناء الطعام او بعده.
حرقة المعدة حرقة المعدة تظهر بشکل عنیف مؤلم فی منطقة الاضلاع حتى منطقة البلعوم بعد تناول وجبات معینة من الطعام. وهذه الحالة یشکو منها معظم الناس بدون ای تمییز بین الرجال والنساء. وتحدث بسبب الحوامض المتحررة فی المعدة خلال عملیة هضم الطعام والتی تعبر الى المریء بسبب اختلال عمل صمامه. وتمر الحوامض نحو الاعلى مسببة الشعور بالحرقة. وتحدث الحالة ایضا عند الاستلقاء او الانحناء ویمکن الشعور بالحوامض وهی تتسرب نحو البلعوم. ویسبب الطعام الدهنی الدسم والبهارات والحلیب والشوکولاته والشای والقهوة حالة حرقة المعدة. والتدخین هو الاخر قد یسبب هذه الحالة بسبب احتواء التبغ على مواد تنشط من افراز الحوامض وتساعد على انفتاح صمام المریء على الممر المؤدی الى المعدة. وتعالج حالة حرقة المعدة باستعمال العقاقیر التی تخفف من افراز الحوامض او تعادلها کیمیاویا. وقد تستفحل الحالة عند ترکها دون علاج مؤدیة الى قرحة المعدة او النزیف الداخلی. والعلاج المبکر قد یجنب المریض تلک العواقب الوخیمة. من هذا کله یتبیّن ان نوعیه الطعام وعادة تناوله والحالة النفسیة للشخص تلعب دوراً مهماً فی الاصابة بأمراض الجهاز الهضمی فی الوقت الذی قد لاتوجد فی الشخص ای عوارض مرضیة اخرى. هذه الامراض عموماً یمکن معالجتها بنجاح عن طریق تغییر نوعیة الطعام وعادة تناوله وکذلک الاسترخاء وعدم التفکیر او ترکیز الانتباه على عمل أخر خلال فترة تناول الطعام. والاعشاب الطبیعیة عموما تساعد کثیرا على تخفیف الام الجهاز الهضمی. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,750 |
||