مؤتمر دولی لتعزیز دور المرأة الفاعل فی الصحوة الاسلامیة الراهنة | ||
مؤتمر دولی لتعزیز دور المرأة الفاعل فی الصحوة الاسلامیة الراهنة مؤتمر المرأة والصحوة الاسلامیة، یُعد الثالث من نوعه الذی أُقیم فی طهران بمشارکة 84 دولة، لیثبت إن لدور النساء ومکانتهن تأثیر کبیر على تطورات الصحوة الإسلامیة، ولابد من تقییم هذا الدور وترشیده من خلال تناول قضایا ذات الأهمیة، من قبیل: الفرص والتهدیدات والحلول، والفکر الإسلامی والطاقات النسائیة والعمل الثوری، والتجارب النسائیة ومنجزاتها، ومطالب النساء، کیفیة تعامل المرأة مع قضایا العلاقات الدولیة والأسرة، وخلق الفرص للثوار، وکذلک الآفاق والتطورات المستقبلیة، ودور النساء فی الصحوة الإسلامیة، وغیرذلک من العناوین والمواضیع المرتبطة بهذا الموتمر التی خضعت للبحث والنقاش. وعلى الرغم من المهلة الزمنیة القصیرة التی أتیحت للدعوة إلى المشارکة فی هذا المؤتمر، إلا أنها لقیت اقبالاً کبیراً على المستوى الدولی، حیث شهد هذا المؤتمر، تطوراً نوعیاً فی عدد المقالات ومستواها، مما میّزه عن المؤتمرین السابقین، وسعت الأمانة العامة الدائمة لمؤتمر الصحوة الإسلامیة، وموتمر المرأة والصحوة الإسلامیة لتبیین نوعیة دور المرأة فی المیادین السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة وتحقیق الأهداف التالیة:
وحاول المؤتمر تبیین ماهیة دور المرأة فی هذا الحدث العظیم من خلال الاستعانة بآراء ووجهات نظر أصحاب الرأی الجامعیین وذلک فی المحاور الخمسة التالیة: أ- الأسس النظریة والفکریة والفقهیة والقانونیة للمرأة المسلمة فی موجة الصحوة الإسلامیة. ب- المکوّنات والقیم الإسلامیة الحیة والثوریة للنساء فی الصحوة الإسلامیة. ت- الدور الاساسی والاجتماعی والثقافی والثوری للمرأة فی حرکة الصحوة الإسلامیة. ث- معرفة نقاط الضعف والتهدیدات الموجهة ضد النساء فی نهضة الصحوة الإسلامیة. ج- الثورة الإسلامیة، النماذج والتجارب ومنجزات النساء فی موجة الصحوة الإسلامیة. ولقد وصلت الى المؤتمر نحو اربعمائة مقالة علمیة من مخلتف البلدان، وتم تقویمها العلمی بواسطة لجنة من الأساتذة، وإنتخاب مجموعة منها تم إعدادها بعدة لغات عالمیة بهدف إفادة الباحثین والمفکرین منها. وعلة العموم أن هذا المؤتمر تمکّن من فتح آفاق رحبة جدیدة امام الناشطین فی مجال الصحوة الإسلامیة، وبخاصة النساء المسلمات منهم، وأن یکون خطوة فی سبیل تنمیة طاقات الصحوة الإسلامیة والنهوض بها. ومن خلال نظرة علی الصور التی تُبثّ من المظاهرات الشعبیة فی البلدان العربیة، تتأکّد هذه النقطة جیداً وهی أنّ المرأة دوراً فی التحولات الأخیرة لا بدیل له، وقد شارکت فی الجهاد السیاسی جنباً إلی جنب الرجل لتحقیق حقوقها الأساسیة . ودور المرأة الفاعل فی تحولات الصحوة الإسلامیة، یذکّرنا بدور المرأة الایرانیة فی الثورة الإسلامیة الایرانیة، حیث حضرت الملایین من النساء الإیرانیات الساحات فی ثورة عام 1979 م بکلّ ما أوتین من قوة وعزیمة، إذ قالت المرأة الإیرانیة فی جمیع مراحل انتصار الثورة الإسلامیة، کلمتها بوضوح وجلاء ومفادها إنّ معتقداتها الدینیة لن تقف عائقاً أمام أنشطتها الاجتماعیة والسیاسیة، وأثبتت أنّها تستطیع مع الحفاظ علی دینها وعفتها ، أن تکون صانعة للتاریخ، وإنّ الدور الذی لعبته المرأة الإیرانیة فی انتصار الثورة الإسلامیة لا لا یمکن إنکاره وهو جدیر بالإشادة والثناء والتأسی به. ویمکن البحث عن هذا الدور لیس فی نضالها فحسب ، بل فی تربیتها وتشجیعها لقوی المقاومة والثورة أیضاً، بحیث قال مؤسس الجمهوریة الإسلامیة الإمام الخمینی الراحل: "الیوم تحمل المرأة الشجاعة طفلها فی حضنها وتحضر ساحة أزیز البنادق ودبابات جلّادی النظام ، فی أیّ تاریخ سجّلت المرأة مثل هذه البسالة والتضحیة والإیثار؟ ." والیوم قامت المرأة المسلمة فی المنطقة العربیة، وخاصة فی مصر ولیبیا والبحرین وتونس والیمن فی وجه العدوّ المستبد. هذا الحضور وهذه الشجاعة تذکّرنا بالدور البارز والتأریخی الذی قامت به المرأة الإیرانیة المسلمة غداة الثورة الإسلامیة فی إیران قبل 33 عاماً . فلقد أثبتت المرأة المصریة من خلال حضورها الفاعل بین المتظاهرین، وفی أنحاء مصر أنّ ما یقوله الغرب عن إنزواء المرأة المسلمة لیس سوی کذبة فاضحة، کما أنّ مشارکة المرأة التونسیة واللیبیة والیمنیة فی الثورات التی شهدتها هذه البلدان، قد أثارت انتباه العالم نحوها أیضاً، کما إنّ حضور المرأة المسلمة یعبّر عن تحرّرها من قیود الاعراف والتقالید الجاهلیة، والمادیة الغربیة وقیامها لانتزاع حریتها من مخالب المستبدّین السیاسیین . وفی البحرین أیضاً هنالک حشود کبیرة من النساء المحجبات إلی جانب المواطنین الآخرین ، یطالبن بالإطاحة بحکومة آل خلیفة الظالمة، وإنّ موجة الصحوة الإسلامیة التی امتدّت إلی المرأة البحرینیة تدلّل أیضاً علی مدی وعیها لدورها المؤثّر والمصیری فی إصلاح مجتمعها . حتی أنّ بعض التقاریر تفید أنّ المرأة فی هذه التحولات قد تحمّلت أشدّ أنواع التعذیب. وطبعاً ینبغی القول فی آخر المطاف إنّه مع فشل النموذج الغربی للمرأة الحدیثة ، وتحولات الصحوة الإسلامیة والمطالبة العالمیة بتقدیم نموذج جدید للمرأة، یبدو أنّ الثقافة الإسلامیة تستطیع أن تقدّم إجابة صریحة وشاملة فیما یتّصل بقضایا المرأة، ولکن یبدو فی هذه الأثناء أنّ إیجاد نموذج حیوی للمرأة وحلّ المخاطر التی تواجه هذه الشریحة یُعتبر من الضروریات الأساسیة، ولذلک عُقد مؤتمر دولی حول المرأة الناهضة والمشارکة فی الصحوة الاسلامیة الحالیة.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,573 |
||