أحیى انتصار الثورة الإسلامیة فی ایران قبل ما یقارب الأربعة عقود ، الأمّة الإسلامیة من جدید، وقد أعطى زخماً جدیداً للعالم الإسلامی. والیوم قد تحولت إعادة حیاة الإسلام من القضایا المثیرة فی علم السیاسة وقد خصص علماء علم السیاسة جزءاً کبیرا من القاموس السیاسی فی العالم ولاسیما الغرب بهذا الموضوع، قد تناول المفکرون والباحثون فی مجال السیاسة العالمیة کل حسب رؤیته إلى هذا التطور وقد طرحوا العدید من الآراء فی هذا الصدد....
ما شهدته إیران قبل 38 عاماً من ثورة إسلامیة عظیمة، وإقامة نظام مقتدر وشجاع ومتطوّر متمثّل بالجمهوریة الإسلامیة الایرانیة، یحتاج إلى بحث وتحقیق یستوعب مساحة هامة فی تحلیل وتدوین الوضع الحالی للإسلام المعاصر، وخاصة فیما یتعلق بالمرأة المسلمة فی إیران وعموم المنطقة....
نبذت أوربا الدین والأخلاق، وأصبحت القیم العلیا عندها هی المصلحة وحدها، لأن الدین الذی نبذته أوربا حین قامت علمانیتها، لم یکن حقیقة الدین المنزل من السماء، بل کان بقایا الدین المتناثرة فی بعض مجالات الحیاة الاوربیة، أو فی أفکار الناس ووجدانه. فمثلا، کان مفهوم دعوى (تحریر المرأة) – السائد فی أوربا – یؤکد أن على المرأة أن تنبذ الدین لتحصل على حقوقها، فإذا لم تنبذ الدین، فلن تحصل على هذه الحقوق.....
إنّ ثنائیة تکوین الإنسان من جسدٍ وروح تحتّم علیه توزیع الاهتمام بنفسه على هذا الأساس، فکما أنّ علینا الاهتمام بصحّتنا الجسدیة والنفسیة فإنّ علینا الاهتمام بأرواحنا وقلوبنا، وهذا ما تقتضیه النظرة الإسلامیة التی تدعو إلى توفیر متطلّبات کلّ من الجسد والروح فی توازن کامل، کشرط لنجاح العملیة التربویة....