حضارة غربیة متهاویة وانحطاط اخلاقی کیف ننقذ ضحایا الحضارة المادیة البحتة؟ | ||
الحضارة الحدیثة یسّرت للفرد الاوروبی المتعة ولکن لم تحقق له السکینة، وهیأت له الرفاهیة ولکن السعادة النفسیة الداخلیة لم یشعر بها الاوروبی، لانه صار قلقا وان القلق هو مرض العصر الآن.. ولقد جعلت العالم یقبل على کارثة کبرى وقد بدأت علاماتها تلوح بوضوح فی سماء اوروبا، واصبحت تشکل خطراً کبیراً على العقل الاسلامی، وخاصة المجتمع الاسلامی بما تحمله من نظریات هدامة وایدیولوجیات مادیة تستهدف إعلاء الفکر البشری والتشکیک فی العقائد السماویة والاخلاق والقیم التی قدمتها رسالة السماء... ولهذا لن تستطیع الحضارة المادیة الاجابة عن الاسئلة التی یسألها الناس: من این والى این ولم؟.. یقولون الاحمق یعیش لیأکل، والعاقل یأکل لیعیش، ولکن هذا الکلام لم یحل المشکلة لانه لماذا یعیش العاقل؟.. هل یعیش غایة فی نفسه؟.. مامعنى الحیاة؟.. هل لها هدف؟ هل لها طعم؟.. لذلک لابد من اسئلة من این والى این ولم ولماذا اعیش؟ سأعیش ایاما واموت.. هل قصة الحیاة ارحام تدفع وارض تبلع، نموت ونحیا وما یهلکنا الا الدهر.. لماذا هذا العناء؟.. هل لنا رسالة ام لا؟.. فهؤلاء هم ضحایا ینتظرون الانقاذ، فیا ترى من سیجیب عن تلک الاسئلة؟..انه الدین الاسلامی بالذات، لانه یجیب عنها اجابة تقنع العقل، وتنیر القلب، وتملأ الحیاة.. انه یعتبر الدنیا مزرعة الآخرة.. قد اصبح الفرد الاوروبی یربی الکلاب والقطط لانها اوفی من الابناء والبنات والاحفاد الذین لایسألون عن أم ولا أب ولا عن جد او جدة.. فیعیش الانسان مع کلب.. والاب یتخلى عن ابنه من اجل متعة کمالیة.. هذا هو مجتمع الغرب!.. ومن هنا فالغرب فی حاجة الى رسالة تنقذه مما هو فیه ولن یجد الا الاسلام منقذاً.. والاسلام هو سبیل الانقاذ.. والمؤسف ان هناک عوائق فی سبیل انتشار الاسلام، واعظم هذه العوائق هو واقع المسلمین.. وان اغلظ حجاب یحجز الدول الغربیة والدول المتقدمة عن الاسلام هم المسلمون.. انهم ینظرون الى الاسلام من خلال المسلمین، فیقولون: اذا کان الاسلام مُصلحاً فلماذا لم یصلحکم؟.. الاسلام دین القوة فلماذا نراکم ضعفاء؟.. دین العلم فلماذا نراکم جهلاء؟.. دین التقدم فماذا نراکم متخلفین؟.. دین النظام فلماذا نرى الفوضى ضاربة اوصالها فی بلادکم؟.. دین النظافة فما هذه القذارة؟.. فالمسلمون یعطون صورة سیئة عن الاسلام. ایها المسلمون!.. انقذوا ضحایا الحضارة المادیة.. أفیقوا من الاغماءة الطویلة التی اصابتکم فی زمان قد احتاج فیه الانسان الى سعادة نفسیة، ارکبوا قطار الیقظة المرجوة الخیر، وامسحوا عیونکم وحرّکوا اعضاءکم واعملوا على استئناف المشوار الطویل ویجب ان تعلموا: من انتم.. وما رسالتکم.. وکیف یجب ان تؤدوها؟.. وکیف تتخلصوا من اخطائکم، حتى تکونوا خیر امة اخرجت للناس، ونمد ید المساعدة للعالم الغربی الذی یتمیز بطابع خاص هو الجهل بحقیقة الاسلام.. یجب ان نقف الى جانب اخینا الانسان حتى لایفقد انسانیته.. ولن نترک ای شبر من وجه المعمورة الا ونغرس فیه الطمأنینة وراحة البال ورحمة الاسلام.. فلاتنس یا مسلم واجبک نحو اخیک الانسان.. فکن له سفینة، یکن لک مجذافا. منی هاشم | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,411 |
||