الذکورة والأنوثة فی الإیدلوجیة الإسلامیة تمایز أم تفاضل؟! | ||
الذکورة والأنوثة فی الإیدلوجیة الإسلامیة تمایز أم تفاضل؟! صدیقة الموسوی فی البدء یجدر بنا أن نعرف أن المفکرین الإسلامیین وبالإعتماد على مصادر التشریع الإسلامیة یقفون عند المرأة موقف الإعتدال، فلاهُم یلغون مابها من خصوصیات، ولاهُم یؤطرون دورها فی إطار الجنوسة؛ ولایأمرونها تحجراً بالتقوقع بل یرون خروجها للمجتمع بشکل مدروس وبتهیئة الضروف اللازمة؛ فهم یرون التمایز لاالتفاضل موجود بین المرأة والرجل حیث أن الرجل والمرأة فی الإسلام لیسا متساویین ولامتفاضلین،بل هما متمایزین،والتمایز من سنن التکامل، والقرآن الکریم حین یطرح مسألة المرأة والرجل، فانه یطرحها بطریقة لاتشعر فیها مالهذین الإثنین من الذکورة والأنوثة،بل من جهة الإنسانیة وروح الإنسان هی من تشکل حقیقته لابدنه،إن إنسانیة الإنسان تحققها روحه لاالجسم ،لامجموع الروح والجسد،والجسم لیس أکثر من أداة، وهذه الأداة أحیاناً مؤنث وأحیاناً مذکر. کما فی اعتبار أن حقیقة کل إنسان روحه والبدن أداة له، لایتنافى مع أن یکون للإنسان بدن فی النشأة الدنیا والبرزخ والقیامة .. وکما أن لدیه بدناً فی الدنیا - والبدن هو فرع ولیس اصلا ولاجزءاً من الأصل-کذلک فی البرزخ والقیامة حیث أن الله تعالى ینسب البدن الذی هو فرع الى الطبیعة والتراب والطین .. ویقول جل وعلا:(قل إن الروح من أمر ربی)ای إن الروح منزهة عن الذکورة والانوثة. الروح هی الاصل:عندما یتکلم الله تعالى فی شأن الروح یقول إنه بعد أن تمت نشأة الطبیعة وانتهت التحولات المادیة خلقت خلقاً آخر(ثم أنشأناه خلقا آخر)؛أی لیس من قبیل الماضی من اللحم والجلد والعظم بل هو شیء آخر منفصل عن نشأة الطبیعة،ذلک الخلق الآخر یکون بعد اکتمال الجنین فی صورة مؤنث أومذکر. کما إن العقل النظری لیس مذکرا ولامؤنثاً، والقلب الذی عمله الکشف والشهود لیس مذکرا ولامؤنثا، کما أن التقوى والفجور لیسا مذکرین ولامؤنثین،واذا کانت المسائل التی تعود الى العلم سواء الحصولی والحضوری لیس فیها ذکورة وأنوثة،فان العالم الذی یتصف بالعلم الحضوری والحصولی لیس مذکراً ولامؤنثاً . عدم مادیة الرجوع الى الله:عندما یتحدث القرآن عن الرجوع الى الله یذکر النفس المطمئنة،أی إن الرجوع الى الله لیس منسوبا الى البدن،وهو یتعلق بالروح لأنه لو کان الرجوع الى الله جسمیاً ومادیا لأصبح المرجع-معاذ الله-أمرا مادیا ،لأنه اذا اقترب البدن فهو قرب مادی،والقرب المادی هو للشیء المادی والمتقرب الى الله فی العبادات الأخرى له قرب معنوی،وهذا القرب المعنوی لیس على أساس الذکورة والأنوثة،فماهو مقرب الى الله لیس مذکر ولاهو حکر على المذکر،وعندما نقرأ القرآن الکریم نجد انه یذکر أن النفس ترجع الى الله یتضح أنها مجرده،أو أن القلب من یأتی الى الله (إلامن أتى الله بقلب سلیم)أی انه ذهاب الى الله لیس ذهاباً مادیاً، فالذی یذهب ویقترب لغیر المادی منزه عن المادة أیضاً . أما بالنسبة للمرأة فنحن کمسلمین معتقدین بکونه إیدلوجیة صالحة للتطبیق فی کل زمان ومکان؛ فنحن نعتقد ان الأسلام لم یکتف باعطاء المرأة حقوقا وحسب بل نعتقد انه قد کرّمها وتکریمه لها منذ بدء الخلیقة وذلک لـ: 1.استقلایتها فی الخلقة وتفنید الروایات التی تذکر انها خلقت من ضلع آدم: عن زرارة أنه سأل الإمام الصادق(علیه السلام):( إن أناساً عندنا یقولون أن الله عزوجل خلق حواء من ضلع آدم الأیسر الأقصى) فقال(علیه السلام):-(سبحان الله وتعالى عن ذلک علو کبیرا،أیقول من یقول هذا ان الله تبارک وتعالى لم یکن له من القدرة ما یخلق لآدم زوجته من غیر ضلعه،وجعل للمتکلم من أهل التشنیع سبیلا الى الکلام یقول ان آدم ینکح بعضه بعضا ) ؟! 2.روح أنسانیة متکاملة(یاأیها الناس إنا خلقناکم من ذکر أو أنثى )وهی کالرجل تشترک معه فی الإرادة والإختیار أما مانشأت علیه المجتمعات الإسلامیة من تهمیش للمرأة وعدم الأخذ برأیها وأجبارها فهو لیس ذنب الإسلام؛وإنماهو نتیجة الجهل بالإسلام الصحیح والإبتعاد عن مبادئه السامیة،وقد ورد انه لما رجعت أسماء بنت عمیس من الحبشة دخلت على نساء النبی فقالت هل نزل فینا-أی النساء-شیء من القرآن؟قلن:لا،فأتت رسول الله(صلى الله علیه وآله)وقالت:(یارسول الله ان النساء لفی خیبة وخسار) فقال (صلى الله علیه وآله):(ومم ذاک)قالت:(إنهن لایذکرن بخیر کما یذکر الرجال)فـأنزل الله تعالى(إن المسلمین والمسلمات والمؤمنین والمؤمنات والقانتین والقانتات والصادقین والصادقات والصائمین والصائمات والحافظین فروجهم والحافظات أعد الله لهم مغفرة واجرا ًعظیما ) والمرأة بذلک: أ.من جنس الرجل ولیست مخلوق ثانوی خلق لأجله. ب.المرأة والرجل یکمل أحدهما الآخر:(هن لباس لکم وانتم لباس لهن). ج.متساویة مع الرجل فی کسب الکمالات الإنسانیة،یقول الشهید مطهری :(الإسلام فی مسألة السیر من الخلق الى الحق وفی الحرکة نحو الله لایفرق بین رجل وإمرأة)؛لذا عندما سُئل عارف:(کم عدد الأبدال )؟قال:(أربعون نفسا )فقیل: لماذا لم تقل:(أربعون رجلا )وقلت:(أربعون نفسا )؟فأجاب:(لیس جمیع هؤلاء رجال،بل توجد بینهم نساء)هذا أولا وثانیا إن الشخص الذی ینال مقام الإبدال هو إنسان والإنسانیة لاتختص بالمرأة أو الرجل). د.متساویة معه فی الثواب والعقاب:بما أنها متساویة فی الخلق والقیمة مع الرجل فهی تحصل على الثواب بصورة مساویة:(إنی لاأضیع عمل عمل منکم من ذکر أوأنثى ) وتتحمل العقاب بصورة مساویة:(السارق والسارقة فاقطعوا أیدیهما) . 3.تکلیفها قبل الرجل: الله تعالى استقبل المرأة ست سنوات قبل الرجل، فهو کلفها فی التاسعة،وأوجب علیهاالصلاة والصیام والحج،قبل الرجل بست سنوات،الولد فی هذا العمر یلعب کالأطفال، أما البنت فقد استقبلها کما یستقبل الکبار فی مجمع علمی، فی حین یمنع الأطفال فیقال لهم باسلوب لطیف فیقال لهم:(اذهبواالى حدیقة البنایة وانشغلوا باللعب فی الهواء الطلق،فالجو فی الداخل سوف یسرب الملل الیکم)؛ألیس هذا الإسقبال المبکر للمرأة دلیل على أفضلیتها؟! طبعا الأیام التی تتعطل فیها المرأة عن الصلاة تستطیع الجلوس والعبادة فیها اختیارا فیکون لها فیه الأجرأما الصوم فعلیها أن تقضیه.فالله تعالى وضع عنها العبادة تخفیفا کما وضع عن المسافر رکعتین من الرباعیة . | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,737 |
||