الملف الأسود للغرب فی مجال حقوق الإنسان حقوق الإنسان فی الغرب | ||
للغربیین الیوم ملف أسود وأیدی سوداء فی مجال حقوق الإنسان، ومع ذلک یریدون أن یعلّموا العالم الإسلامی ما هی حقوق الإنسان وما هی حقوق المرأه ویدعوهم للسلام! الذین أشعلوا فی غضون عشرین سنة حربین عالمیتین وقتلوا الملایین من البشر، والذین صنعوا القنبلة الذریة وقتلوا بها آلاف البشر، والذین ارتکبوا فی أفریقیا وأمریکا اللاتینیة وآسیا کل هذه الجرائم وقتلوا البشر هناک، وجرائمهم هذه لا تنسى أبداً – لن ینسى أحد، البریطانیین فی الهند، ولا الفرنسیین فی الجزائر، ولا غیرهم فی البلدان الأخرى – والذین حرضوا صدام حسین وأمدّوه بالأسلحة الکیمیاویة، أصبحوا الآن شرطة تسیطر على الأسلحة الکیمیاویة فی العالم! کما لو أن أکبر المهربین یصبحون مسؤولین عن مکافحة التهریب!
الانتهازیة باسم حقوق الإنسان الأجهزة الإعلامیة التابعة للصهیونیة وأمریکا، والتابعة فی الواقع للرأسمالیین الناهبین الدولیین وغالباً ما تکون وسائل الإعلام ملکاً لهم، یخدعون البشریة الیوم، ویتظاهرون بالدفاع عن الدیمقراطیة والحال أنهم یکذبون مائة بالمائة. ویتظاهرون بالدفاع عن حقوق الإنسان بینما هم یتحدثون بخلاف الواقع مائة بالمائة ویکذبون بالکامل. الشیء الذی لا تفکر به هذه الشرکات والکارتلات الدولیة ولا تعیر له أدنى احترام هو حقوق الشعوب وحقوق الإنسان. المرأة فی الرؤیة الغربیة لاحظوا أن المرأه لم یکن لها فی أوربا وفی البلدان الغربیة إلی ما قبل فترة حقوق مالیة. فی بدایة القرن العشرین ورغم کل تلک المزاعم والادعاءات التی أطلقت، ورغم ذلک السفور العجیب الغریب الذی تفاقم فی الغرب باستمرار، ومع ذلک الاختلاط الجنسی المنفلت اللامتناهی الذی کانوا یعدونه احتراماً وقیمة للمرأة، إلّا أن المرأة لم یکن لها حق استخدام الثروة التی تمتلکها بحریة! لم تکن تمتلک مالها مقابل زوجها. أی إن المرأة التی تتزوج ستکون ثروتها وأملاکها ومالها لزوجها، ولا یحق لها التصرف فی ممتلکاتها. إلى أن منحوا تدریجیاً حق الملکیة وحق العمل للمرأة حتى أوائل القرن العشرین. هذه القضیة من أبسط حقوق الإنسان لکنهم حرموا المرأة منها. إننا ندین العالم الغربی الذی أهان المرأة الإنسان طوال کل هذه العصور الماضیة وإلى الیوم. قیم المجتمع الأمریکی ما تتصورون ((القیم الأمریکیة))؟ یطرح الأمریکیون مبادئ معینة على أنها المبادئ الأمریکیة ویقولون هی مبادئ عالمیة شاملة. المبادئ هی حریة الإنسان وحریة الفکر، وکرامة الإنسان وحقوق الإنسان وما إلى ذلک. هل هذه مبادئ أمریکیة؟! هل هذه هی خصائص المجتمع الأمریکی الیوم؟! وهل هذه سمات الحکومة الأمریکیة فی الوقت الحاضر!؟ ألیست هذه الحکومة هی التی أبادت سکان أمریکا الأصلیین؟ ألیست هی التی أبادت الهنود الحمر؟ ألیست هذه الحکومة والعناصر المؤثرة فیها هی التی أخذت ملایین الأفارقة من داخل بیوتهم لتستعبدهم، وأختطفت بناتهم وفتیانهم للرقّ، وتعاملت معهم لسنین طویلة فی إطار أفظع الفجائع؟ من أکثر الأعمال الفنیة مأساویة الیوم، عمل عنوانه ((کوخ العم توم)) الذی یصوِّر حیاة الرق فی أمریکا، وهو عمل لا یزال حیاً رغم مضی ما یقرب من المائتین عام علیه. هذه هی حقیقة أمریکا والحکومة الأمریکیة. هذا هو النموذج الذی عرضه النظام الأمریکی عل العالم... لیس فیه حریة للإنسان، ولا مساواة بین أبناء البشر. أیة مساواة؟! لا تزالون لا تعملون بالمساواة بین الأسود والأبیض. لا یزال العرق الأحمر إلى الیوم یعدّ لدیکم نقطة ضعف لدى الشخص عند التوظیف الإداری. یقولون إن المبادئ الأمریکیة عالمیة شاملة. ومن أنتم حتى تسمحوا لأنفسکم بوضع مبادئ عالمیة شاملة لکل الإنسانیة؟ أی منطق هذا الذی یقول إن مبادئنا مبادئ عالمیة شاملة ومن لم یقبلها فی العالم یجب أن نقصفه بالقنابل. هل هذا منطق شعب حر؟! هل هذا منطق حکومة تؤمن بکرامة الإنسان حقاً؟! هکذا یکذبون على البشریة؟! أکذوبة مناصرة حقوق الإنسان من الذی لا یعلم أن شعار الدفاع عن حقوق الإنسان والدیمقراطیة الذی یطلقه ساسة البیت الأبیض لیس إلّا خداع وکذب مفضوح؟النظام الأمریکی الذی ارتکب أکبر عدد من الاغتیالات طوال الأعوام المتمادیة، ومارس أشد أنواع العداء للحکومات المستقلة فی آسیا وأفریقیا وأمریکا الجنوبیة، دافع عن أکثر الحکومات الانقلابیة المفروضة رجعیة، وصدّر أکبر الکمیات من الأسلحة الفتاکة إلى جمیع أنحاء العالم، وأوفد أخطر الإرهابیین إلى میادین عملهم أو ربّاهم ورعاهم فی أحضانه وقتل وخضّب أکبر عدد من الأبریاء العزّل بدمائهم، وحرم أکثر شعوب العالم مظلومیة- أی الشعب الفلسطینی - من حقوقه الإنسانیة الطبیعیة، وقدم لأفظع الأنظمة فی العالم أی النظام الصهیونی أعظم المساعدات وحافظ على النظام البهلوی الفاسد المتجبر لعشرات السنین ومارس أبشع الخیانات والجفاء ضد شعب إیران على الصعد الاقتصادیة والعسکریة والسیاسیة، والآن یتهم النظام الإیرانی الشعبی المستقل الحرّ بمناصرة الإرهاب و انتهاک حقوق الإنسان وإنتاج أو بیع الأسلحة! الحکومة الأمریکیة منذ عام 1945 م وإلى الیوم ساهمت فی إسقاط أربعین حکومة مستقلة لم تکن تابعة لأمریکا، وتدخلت عسکریاً فی أکثر من عشرین حالة! وقد رافقت کل هذه التدخلات بلا استثناء مجازر جماعیة وفجائع کبرى. وقد نجحوا فی تحقیق أهدافهم فی بعض الأحیان ولم ینجحوا فی أحیان أخرى. ومن الأمثلة على ذلک القصف النووی للیابان فی نهایة الحرب العالمیة الثانیة، وحرب فیتنام، وتلک الحروب الدامیة، والفجائع التی لا تنسى التی انتهت بإخفاق أمریکا. وهناک أیضاً مثال تشیلی، ومثال إیران نفسها فی إنقلاب 28 مرداد – حیث جاء المأمور الأمریکی إلى طهران وعمل وخطأ ثم أعلنوا هم أنفسهم عن ذلک ونشروا وثائقه المتوفرة الآن للجمیع – وکذا الحال فی العدید من الأماکن الأخرى.السبب وراء کل ذلک هو الشرکات الاقتصادیة الکبرى، وأصحاب المال الکبار فی أمریکا، والأحزاب المتعطشة للسلطة، ومجامیع النفوذ الصهیونیة، والشخصیات المعیوبة فکریاً وأخلاقیاً ممن یمسکون بأیدیهم زمام الأمور. إنه ملف جد ثقیل، وماضٍ جد مخز. هذه لیست بالأمور الصغیرة. لیس مهماً بالنسبة لهؤلاء سحق البشر، والثروات، والعدالة وغیر ذلک من الفجائع الإنسانیة. أیّ من هذه الأمور لا تقف عقبة فی طریقهم. طبعاً من أجل حفظ ظاهرهم الأنیق یستخدمون إمکاناتهم الإعلامیة المکثفة. عبّر البعض عن ذلک بــ((الصوت الأعلى))، وهو تعبیر صائب. یحاولون بأصواتهم العلیا تنظیم الأجواء فی العالم بحیث یعتّمون على الفجائع التی یرتکبونها ویظهرون أنفسهم بوصفهم مناصرین للسلام والدیمقراطیة، وحقوق الإنسان.فی زمان رئاسة جورج بوش الأب ونتیجة للظلم الجلی الذی مورس ضد الزنوج نشبت اضطرابات هائلة فی بعض الولایات الأمریکیة، ولأن الشرطة لم تستطع مجابهة الحدث، نزل الجیش إلی الساحة. وفی عهد رئیس الجمهوریة الأمریکی التالی تجمع أکثر من ثمانین شخصاً من فرقة الداودیین – وهی فرقة مسیحیة تعارض سیاسات الحکومة الأمریکیة – فی بیت من البیوت ولم یخرجوا منه رغم إنذار الشرطة، وإذا بهم یحرقون هؤلاء الثمانین شخصاً بالنار وهم أحیاء أمام أنظار الرجال والنساء والأطفال. ومع ذلک لم یصدر عنهم أی رد فعل! هذه هی مراعاتهم لحقوق الإنسان! فی عهد رئاسة جمهوریة جورج بوش الإبن قتلت أمریکا فی شمال أفغانستان – حینما احتلوا هذا البلد – عدداً کبیراً من السجناء فی أحد السجون حینما فتحوا النار علیهم، هذا ما عدا القنابل التی ألقتها على رؤوس الأهالی العزّل والفجائع التی ارتکبتها فی المدن. وانتشر الخبر فی العالم لکن الامبراطوریات الخبریة لا تسمح ببقاء مثل هذه الأخبار ورسوخها فی أذهان الناس. لذلک لملموا الخبر فوراً. انتهاک حقوق الإنسان من قبل الأمریکیین فی أمریکا نفسها أکثر من أی مکان فی العالم. لکنهم مع ذلک یتهمون شعب إیران، والحکومة الإیرانیة، والنظام الإسلامی بانتهاک حقوق الإنسان! یرفع رایة حقوق الإنسان أناس هم أنفسهم أکبر منتهکی حقوق الإنسان! أوربا أکبر منتهک لحقوق الإنسان الحکومات الأوربیة ارتکبت طوال القرن الأخیر أکبر وأکثر انتهاکات حقوق الإنسان. وحتى لو نظرنا للمسألة فیما یتعلق بما قبل المائة عام الأخیر لکان الأمر کذلک. فی غضون المائة سنة الأخیرة على الأقل أشعل هؤلاء السادة الأوروبیون حربین عالمیتین زاخرتین بالمفاسد. إشعال حربین عالمیتین طاحنتین أمر یعود إلى عشرات الأعوام الماضیة، ولکن حتى فی الزمن الراهن، من الذی أوجد مصانع الأسلحة الکیمیاویة فی العراق بکل ما أفرزته من فجائع؟ البلدان الأوربیة نفسها. من الذی أنشأ التأسیسات النوویة لإنتاج قنبلة ذریة فی العراق من أجل تهدید المنطقة برمتها؟ إنها البلدان الأوروبیة. من الذی یمهّد ویبرّر لجرائم إسرائیل وهی ترتکب جرائمها یومیاً؟ هذه البلدان الأوربیة نفسها. حقوق الإنسان الإنجلیزیة أشاع الإنجلیز عن أنفسهم فی العالم أنهم أهل تسامح ومرونة. لقد شاهد العالم تسامح الإنجلیز فی العراق! الدخول إلى بیوت الناس بالبنادق، وإفساد حیاتهم الآمنة، وإبکاء الأطفال الصغار بإرعابهم، وفتح النار على مظاهرات الناس فی بغداد والموصل والمدن الأخرى التی لم نتلقّ أخبارها. هذه هی دیمقراطیتهم وصفحهم، وإنسانیتهم، ورعایتهم لحقوق الإنسان! هذه مشاهد للعبرة یجب أن نفهمها.
مقتطفات من کلام قائد الثورة الاسلامیة (الامام الخامنئی)
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,438 |
||