بالرغم من النهضة الحالیة فی المنطقة معاناة شدیدة وانتهاکات صارخة تصیب المرأة العربیة | ||
بالرغم من النهضة الحالیة فی المنطقة معاناة شدیدة وانتهاکات صارخة تصیب المرأة العربیة تُرى ما حقیقة أوضاع المرأة فی المنطقة العربیة بعد مرور عقود على الاعتراف الدولی بقضایا حقوق المرأة؟ وهل یمکن لوضع المرأة العربیة الحالی أن یعبّر عن تمتّعها بحقوقها کاملة؟ أم أنها ماتزال تعانی من التمییز، والعدید من المشاکل التی تعرقل دورها الأساسی فی النشاط الاجتماعی کطرف فاعل فی تنمیة المجتمع الذی تنتمی إلیه؟ فی الواقع أن الحقائق تعطینا صورة سلبیة عن أوضاع المرأة العربیة، خاصة فیما یتعلق بنسب العنف الذی تتعرض له المرأة فی المنطقة، بالإضافة إلى ظواهر عدیدة مثل التمییز الاجتماعی، والاستغلال الجنسی. فالبرامج التی تبثها الفضائیات العربیة، تکشف بکل وضوح اتساع ظاهرة العنف الجسدی ضد المرأة، ومن بینها ظاهرة التحرش الجنسی المؤسفة التی تعبّر عن طبیعة ما تتعرض له صورة المرأة فی المجتمعات العربیة بصورة عامة. فضلاً عن ظواهر إرغام الفتیات الصغارعلى الزواج من کبار السن، وظاهرة القتل الذی تتعرض له النساء فی بعض البلدان العربیة تحت شعار غسل العار او(الشرف). وفی ظل غیاب التشریعات التی تحمی حقوق المرأة، ومع سیادة ثقافة التمیز ضد المرأة، فإن الظاهرة تتفاقم، بدلا من أن تنحسر، مع زیادة عدد الفتیات المتعلمات فی العالم العربی، والمثقفات وغیرهن، والسبب یعود إلى أنه فی مقابل أعداد النساء اللائی یتمتعن بالمناخ الملائم للمساواة، هناک ملایین من النساء اللاتی لا یتمتعن حتى بنسب قلیلة من هذه الحقوق وبینها حق التعلیم. ظاهرة العنف ضد المرأة والمتتبع لأحوال المرأة فی العالم العربی یمکن أن یلاحظ العدید من أوضاع القهر التی تتعرض لها المرأة داخل منزلها، سواء بالتعرض للعنف الذی یبلغ حداً کبیراً فی الکثیر من الدول العربیة، من قبل الأب أو الأخ أو الابن، والقتل أحیاناً، أو عبر حالات الزواج المبکر التی تعرض الفتیات للعدید من المخاطر الصحیة، وتقلل فرص استکمالهن للتعلیم والحصول على وضع اجتماعی ممیز، کما تقلل فرص استقلالهن فی هذا الصدد، بالإضافة إلى بعض الحالات التی تکشف تعرضهن للتحرش فی الطرقات وفی بعض أماکن العمل. وصحیح أن هناک الآن فی العالم العربی العدید من النماذج القیادیة البارزة فی النشاط السیاسی والتعلیمی والاقتصادی وإدارة الأعمال والعمل الاجتماعی والأدب والإعلام وغیرها، کما أن هناک ملایین السیدات والفتیات اللائی یتمتعن بحقوقهن، وبقدرتهن على الاستقلال فی حیاتهن الاجتماعیة، لکن تلک النماذج تظل استثناء فی ضوء نسب الأمیة المخیفة للمرأة العربیة. وصحیح أیضا أن هناک العدید من السیدات اللائی وصلن لمناصب التوزیر، والدراسة الأکادیمیة والتعلیمیة وغیرها، لکن فی الوقت نفسه یمکن ملاحظة أن هناک العدید من الظواهر، التی تعکس تراجعاً فی عدم وجود نواب من السیدات، أو تراجع عددهن فی الکثیر من البرلمانات العربیة، کما أن هناک بعض المجتمعات التی مازالت تحظر على السیدات ممارسة أعمال بعینها، أو التوظف فی مجالات معینة. بل إن هناک مجتمعات تحظر على السیدات حتى قیادة السیارة، وهو ما یجعل المرأة فی المجتمعات العربیة، لا تخرج عن إطار نموذج من اثنین، فهی إما ضحیة، أو ثائرة على الوضع الراهن. تزاید المد السلفی المتشدد الذی یرید اختزال دور المرأة فی المجتمع هناک تیار متشدد ینظر نظرة دونیة إلى النساء، یغزو المجتمعات العربیة والمؤسسات البرلمانیة والرسمیة، یشیر إلى تزاید المد الدینی المتشدد الذی یختزل حقوق النساء ویدعو إلى عودة المرأة إلى المنزل وانتشار ظاهرة العنف ضد النساء کالسعودیة على سبیل المثال التی تحظر المشارکة السیاسیة على النساء اللاتی لا یحق لهن التصویت فی الانتخابات، کما أن العدید من الدول العربیة تفتقر إلى قوانین تجرم العنف الأسری مثل مصر والأراضی الفلسطینیة المحتلة .
هل یصدق أحد أن أوضاع المرأة العربیة فی مصر هی الأسوأ بین کل الدول العربیة ؟ کیف یمکن لعقل أن یستوعب أن نسبة کبیرة من نساء مصر یتعرضن للتحرش؟ هذا یعنی أن کل امرأة ، تتحول فور خروجها من عتبة بیتها هدفا للمتحرشین الذکور بدون استثناء، ما الذی حدث لمصر وفلسطین المحتلة وتونس؟ وضع المرأة فی مصر خاصة محیر ویثیر تساؤلات حقیقیة حول دور المرأة التی دخلت سوق العمل واقتحمت میادین التعلیم والإبداع والأعمال التجاریة الحرة والوظائف الحکومیة. ظاهرة التحرش وانتشار الاتجار بالنساء أمراض اجتماعیة خرجت عن مستوى التحکم لتصبح مثل الداء المعدی الذی یعطب کل ما یصل إلیه. وإذا لم یتم التعامل مع هذه الظاهرة وبسرعة فستؤدی إلى انهیارات مجتمعیة، خاصة إذا لم تعد المرأة آمنة على نفسها ومالها ومستقبلها ودراستها وتفضل الاختباء فی جحرها مما یعرض الاقتصاد والتعلیم ومشاریع التنمیة إلى ضربة موجعة.. أظهرت نتائج استطلاع رأی اُجریت مؤخراً، ان الکثیر من السیدات المصریات تقریبا قد تعرضن للتحرش بطریقة أو بأخرى. والمرأة المصریة لدیها قلق کبیر، لأنه حینما یتردى الامن والاستقرار تتردى اوضاع المرأة، واظهرت دراسة ان حقوق المرأة تتراجع فی دول ما یسمى ب(الربیع العربی). مآسٍ تواجه المرأة السوریة بسبب العدوان على بلادها تجربة المرأة السوریة مع اهوال بلادها وقسوة حیاة المخیمات کانت اشد وأقسى. فقد نشأت شبکة من السماسرة لاستغلال بؤس الأسر وصعوبة الاوضاع والحاجة الماسة الى المال، وذلک من خلال ترتیب زیجات غیر متکافئة یکسبون من ورائها ثروة طائلة. بعضهن عدن مطلقات بعدما تعرضن لضرب مبرح.. واحیانا کان یأتی العریس الى داخل المخیم لیتزوج بفتاة سوریة ولکنه یغادر بعد اقل من اسبوع بحجة تجهیز الاوراق، ویذهب الى غیر رجعة. حوادث تحرش عدة من جانب بعض العمال. نساء سوریات یعشن فی حال رعب حقیقی ودائم من احتمال التعدی والاغتصاب، ولکن خیار الزواج بات بعد التجربة أشد رعباً. نساء عراقیات مصیرهن السبی والبیع لا یمکن ان ننسى ابداً ما تعرضت له آلاف من النساء العراقیات، من مسیحیات وشبک ایزیدیات من سبی ارهابیی (داعش) لهن ثم عرضهن فی سوق الرقیق لبیعهن فی عودة لعهود الاسترقاق و(ممارسة دینیة لا أخلاقیة) تمثل عصر بائد، لفظها تطورالمجتمع الأنسانی وترفضها أخلاق عصرالحریة والمساواة . ان تناسی مأساة هؤلاء النسوة المسبیات ومعاناة اسرهن والتهاون عن استرجاعهن، هی جریمة توازی جریمة اختطافهن وبیعهن فی اسواق النخاسة، کما ان الأکتفاء بإدانة الجریمة والمجرمین بإصدار البیانات اوالتظاهر اوعقد الندوات، او اعادة إدراج مؤسسات دولیة استعباد النساء لأغراض جنسیة فی قائمة الجرائم من جدید، هو تقلیل من حجم الجریمة وتساهل خطیرمع مرتکبیها، یشجع جهات (دینیة) اخرى، یغمرها الفرح بصمت من أفعال (داعش)، وترى فی سبی النساء عمداً من أعمدة الشریعة یجب تفعیلها، ولهذا السبب کان رد فعلها باهتاً خجولاً . أن الانتهاکات التی ارتکبتها عصابات (داعش) الإجرامیة ضد الأطفال والنساء والأقلیات فی العراق تُعد أحد أسوأ الانتهاکات فی القرن الحالی، وهو غیر مقبول إطلاقاً وفقاً لأیة معاییر أو مواثیق للشرف التی تحکم أی صراع فی العالم. فشهادات مفصلة کشفت عن أعداد مروعة من حالات القتل والخطف والعنف الجنسی التی ارتُکبت بحق النساء والأطفال. ولاشک إن العذاب الذی تعانی منه هؤلاء الفتیات والنساء نتیجة لهذه المحن یتطلب زیادة عاجلة فی توفیر الرعایة المتخصصة للصحة النفسیة، والدعم الطبی کجزء من الاستجابة الأوسع لهذه المأساة. وان ما قامت به العصابات التکفیریة التابعة لعصابة (داعش) ینافی تعالیم الدین الاسلامی الحنیف ویخالف منهج الرسالة المحمدیة السمحاء، وعشرات من النساء الأیزیدیات والمسیحیات اللاتی أسرهن مقاتلو تنظیم (داعش) فی العراق أُرغمن على اعتناق الإسلام قبل أن یتم (بیعهن) لتزویجهن قسرا بعناصر فی هذا التنظیم المتشدد فی ریف حلب الشمالی الشرقی، وریفی الرقة والحسکة .. هذا وقد علق عضو مجلس الشوری السعودی (عیسى الغیث)، قائلاً: زمن الرِّق انتهى والاسلام حرم السبی، وتساءل: ما حقیقة سبی داعش للنساء؟ وما حقیقة هذه الصور؟ وتابع (الغیث): "جاء الاسلام والرق موجود، فجعل الکثیر من الکفارات فی الاعتاق لانهاء العبودیة، والیوم انتهى زمن الرق، والاعراض مصانة لکل البشر. والمؤسف إرتداء النساء فی الصورة التی تم تداولها، العباءة السوداء والنقاب، بینما یقودهن أحد عناصر التنظیم بسیفه، وسط حالة من الذعر والخوف، فیما ذکرت وکالة أنباء أن تنظیم (داعش) یخطف النساء الجمیلات من العراق لإجبارهن على ممارسة (جهاد النکاح) مع عناصره،حیث تم توزیع المختطفات على معسکرین لهم فی غابات الموصل وقضاء تلعفر بهدف ممارسة هذا (الزواج اللا مشروع) معهن.
هذا وقامت مجامیع من (داعش) باغتصاب العدید من النساء الایزیدیات والمسیحیات وبیعهم فی سوق الرق، وتعریضهن لابشع انواع الانتهاک والتعذیب الجسدی والنفسی، حتى ان منهن من انتحرت او ماتت خوفا . ویعتبر سبی مئات النساء القاصرات والمتزوجات والارامل، من ابشع ما تتعرض له المرأة فی کل العالم، فقد اُهینت المرأة بوجودها وشخصیتها وذاتها من خلال اغتصاب، وقتل وسبی نساء سوریا والعراق وممارسة ما یسمى ب(جهاد النکاح) معهن، یُعتبر إنتهاکاً لکل مواثیق الحقوق والاخلاق فی هذه الاعمال الوحشیة التی استخدمت المرأة کسلعة حرب. فالیوم المجتمع النسوی العالمی امام تحدی حقیقی فی الدفاع ونبذ ما تعرضت له الدیانة المسیحیة والایزیدیة ونسائها من انتهاکات بشعة، واذا لم یکن للمجتمع النسوی دورا بارز فی نبذ هذه الانتهاکات فهو ینتهک حقوق المرأة اکثر مما فعلت (داعش!) فهناک صمت نسوی لما تتعرض له المرأة العراقیة فی سنجار وبعشیقة وتلعفر من سبی وقتل واغتصاب وخطف، کذلک فی الموصل حیث هناک انتهاکات حقیقیة تتعرض لها المرأة من ممارسة ل(جهاد النکاح) وغیرها من اسالیب التمییز والدونیة والتی تفرضها عناصر (داعش). وبین سبی النساء الأیزیدیات واغتصابهن وبیعهن على أیدی عصابات (البغدادی) الهمجیة؟ ولذة ممارسة القسوة السادیة، التی تمیز بها مجرمو (داعش) والقاعدة .
وهناک معلومات تشیر الى أن النساء یبعن لمهربی البشر بما یتراوح بین 500 دولار و3000 دولار، ویستخدم مقاتلو التنظیم مدرستین فی تلعفر والموصل کسجنین مؤقتین للنساء. وبعض السبایا الایزیدیات جرى بیعهن للمسلحین الأجانب کجواری وغنائم حرب. وتم تحدید أوقات البیع فی الصباح والمساء بشکل یمنح الفرصة للمقاتلین (للتمتع بالنساء خلال إجازاتهم).
ویزعم أحد قادة التنظیم بکل جرأة: ان من حق مجاهدی (داعش) الاحتفاظ بنساء (الکافرین) سبایا طالما رفضن دخول الإسلام، کما أن من حقهم الحصول على جزء من غنائم غزواتهم. وأقر مساعد (الأمیر) بوجود نحو 250 امرأة فی الموصل، کن ایزیدیات قبل أن یدخلن الإسلام ویصبحن نساء حرات... خیروهن بین البقاء فی بیوت المجاهدین بکل ما فی ذلک من التزامات شرعیة کالمعاشرة والخدمة المنزلیة، أو إعلان إسلامهن لیصبحن حرات. وکانت عائلة ایزیدیة تلقت مکالمة من إحدى بناتها المختطفات، أکدت خلالها وجود أکثر من 200 امرأة محتجزة معها فی موقع فی قضاء البعاج جنوب سنجار، مبینة أن المعتقلات یعاملن کسبایا حیث یتم اقتیاد الجمیلات منهن (لخدمة الأمراء)، وطالبت الفتاة بقصف المکان بالطائرات لکی تنتهی معاناتهن. مواطن کهل من سنجار أکد، أنه اضطر مع عائلته لإعلان إسلامه فی جامع فی سنجار بعد ساعات من غزو المسلحین للمدینة، لکن مقاتلی (داعش) جاؤوا بعد یومین وأخذوا اثنین من شقیقاته، قالوا له بأنهما أصبحتا جاریتین، وبعد ساعات أعادوهما مجدداً.
الاتجار بالنساء جریمة تعاقب علیها کل القوانین الجزائیة فی جمیع دول العالم حین حل الإسلام کدین لم یرد فی کل الآیات التی نص علیها القرآن الکریم بأی تشریع یبیح سبی النساء وبیعهن فی الاسواق، وتحت أیة ذریعة أو اسباب لا یمکن لعاقل ان یتفق على ما تقوم به التنظیمات الإرهابیة المجرمة والتی تتخذ من الدین الإسلامی برقعا وستارا من ممارسة سبی النساء غیر المسلمات، وبیعهن فی الأسواق کجواری او سلع، او امتهانهن فی ممارسات جنسیة قسریة او حتى الزواج منهن لانعدام الرضا وکل ضوابط الزواج الشرعی، اما الفتاوى التی یصدرها بعض ممن فهم الدین انتصاراً على قیم الخیر والمحبة والرجولة، وفهم الدین جواز التناکح بالقوة، وفهم الدین ما یوفره العقل القاصر من تلبیة للرغبات الجنسیة، وفهم الدین الربح والتملک وجواز الاستحواذ على النساء بغیة امتلاکهن ووطأهن من غیر صداق او زواج، وفهم الدین بجواز النکاح غیر الشرعی بزعم الجهاد فی عملیة النکاح الجنسی، فهذا الأمر یشکل دینا وأعرافا جدیدة لا علاقة له بالدین الإسلامی. على ان جریمة الاتجار بالنساء أو بالصغار أو بالرقیق تُعد جریمة من الجرائم التی تعاقب علیها کل القوانین الجزائیة فی جمیع دول العالم، وفی جمیع الأحوال یسری القانون على کل من ساهم فی جریمة مثل هذه وقعت کلها أو بعضها فی العراق ولو کانت مساهمته خارج العراق سواء کان فاعلاً أو شریکاً. کما یمکن شمولها باعتبارها من جرائم الاختصاص الشامل التی نص علیها قانون العقوبات إذا ارتکبت خارج العراق ووجد المتهم فی العراق بعد ارتکابه الجریمة، وما تقوم به عصابات داعش والتنظیمات الارهابیة من افعال بحق النساء الایزیدیات والمسیحیات یشکل جریمة دولیة وانتهاکا صارخا للقانون الجنائی الدولی. والنساء المسبیات لم یکنّ من المحاربات او حتى المدافعات عن بیوتهن واسرهن واطفالهن، وقد تعرضن لما یسیء لشرفهن وکرامتهن، وتم بیعهن بمبالغ لصالح قیادات تلک المجموعات الإرهابیة، وتعدّوا حتى على حرمتهن الإنسانیة بسوق الحوامل منهن للبیع، کما تم سلخ العدید منهن عن اطفالهن وفلذات اکبادهن وازواجهن. أن هذا الفعل یمثل الدناءة والخسة وانحسار العقل عند تلک المجموعات، وهی إذ تستغل أوضاع النساء المسیحیات والأیزیدیات فی مدینة الموصل وضواحیها، والغفلة التی اوصلتهم الى هذه المدن، فان البشریة بأسرها لا تستنکر فقط هذه التصرفات ولا تستهجن مثل هذه الأفعال، إنما نعتقد بأن عملیة سبی الأسیرات من النساء یخرجهم عن مفهوم الشهامة والمروءة والشرف، ویدلل بشکل لا لبس فیه على سوء الخلق والتربیة حین یقودون النساء وهم مدججون بالأسلحة واللحى القذرة یقومون ببیعهن مقابل مبالغ مالیة وبالدولار الأمریکی، وقد شاهد المجتمع الدولی طریقة التفکیر التی تدیرها هذه العناصر ومقدار الخطورة التی تشکلها على کل البشر. ولکون الله خلق الناس احرارا لا یمکن تقیید حریاتهم وتحویلها الى عبودیة، وبالتالی فأن أی تقیید واستغلال یخالف المنطق الإنسانی، کما ان هذه النساء هن اسیرات نتیجة الهجمات البربریة الإرهابیة على مناطقهن، وبالتالی وقوعهن فی الأسر مما یجعل مدة وجودهن فی قبضة العدو مؤقتة لعودتهن الى اهالیهن بعد انتهاء العملیات الحربیة، هذا اذا کان العدو یمتلک شیئا من الإنسانیة أو القیم، أما ان تتخلى هذه المجموعات عن أدنى قیم الإنسانیة وتظهر بواعثها الحیوانیة واضطراباتها فی امتلاک النساء والأموال. وکانت داعش قد أقامت سوقا للرقیق والنخاسة لبیع النساء کجواری مستعبدات، وقد اقدمت العدید من النساء على الانتحار، وأن الإسلام أنهى الرقیق وحرر العبید وحرم سبی النساء، وممارسة هذه الجرائم تحدیا للإسلام وتعدیا على المحرمات واساءة کبیرة لما یمثله الدین من مفاهیم واحترام لقیمة الأنسان واحترام النساء، والإسلام یرحم الضعیف ویلم شمل الأسرة ویحمی الأسیر بینما لم تجد النسوة تلک الرحمة من عناصر الشر والسوء، حیث عمدوا الى تشتیت الأسر وقتل الأطفال ولم تجد أی منهم معاملة الإسلام للأسیر فأی ستار تتبرقع به (داعش)، وأی اساءة کبیرة ترتکب منهم باسم الله. ان العالم وهو یعبر القرن الحادی والعشرین یضع قوانین واحکام تحمی الانسان وتکفل له الحریة والکرامة والعقیدة والرأی، کما ان الإسلام لم یأت لیستعبد الناس ویبیعهم کرقیق فی الأسواق فهو یرفض الرق ولا یشجع علیه، ولم یعد هناک مجالا لاستعباد أحد أو سبیه تحت ایة ذریعة، کما أن مثل هذه النساء موجودة فوق أرض مسلمة وعربیة وتحت حمایة دولتها ولا تنطبق حتى الأحکام المختلف علیها على هذه النساء، ولا یجوز قطعا أن یتم تبریر الأفعال تحت ستار الشریعة والفقه، ومن یخالف ذلک وجبت معاقبته وانزال العقاب بحقه لیکون عبرة لغیره ممن یتعمد الإساءة لأی دین من الأدیان، أن مثل هذه الامور عافها الزمن وأضحت خارج المنطق ولایمکن الاتکاز على الماضی من التاریخ والتعمد للإساءة الى مفهوم وقیم الدین الحنیف.
نساء غزة وأطفالهن یدفعون ثمن الحقد الاسرائیلی الاسود لا تعرف غزة على ما یبدو سوى نزف الدم، شهداؤها صاروا یتسابقون للموت، فلا خیار أمامهم إزاء قذائف صماء لا تعرف وجهة ولا سبیلاً غیر أجساد بالیة لأطفال ونساء کل ذنبهم أنهم هربوا من القصف إلى القصف . أطفال غزة یدفعون الثمن الباهظ للعدوان الإرهابی على غزة؛ إذ قارب عدد الشهداء الأطفال ربع أعداد الشهداء، وبلغ عدد الأطفال الجرحى ما یقارب 1300 جریح من عدد جرحى العدوان . ارتکبت قوات الإحتلال فی عدوانها على قطاع غزة، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة استهدفت فیها المدنیین العزل، إذ ارتکبت 55 مجزرة بحق عائلات، ما أدى إلى سقوط المئات من أفرادها، إضافة إلى الغارات والقصف العشوائی الذی أودى بحیاة أکثر من ألفی شخص وأکثر من 8 آلاف جریح . اثبت الاحتلال الإسرائیلی بعدوانه الغاشم على قطاع غزة، وبارتکابه الجرائم تلو الجرائم بحق المدنیین والأطفال والنساء العزل أنه لا یفهم سوى سیاسة الإجرام والقتل بحق أبناء الشعب الفلسطینی. فخلال الهجمات الماضیة استهدفت آلة الحرب (الإسرائیلیة) بشکل مباشر منازل المواطنین الآمنین دون سابق إنذار، لتوقع عشرات الشهداء من النساء والأطفال والشیوخ ومئات الجرحى. ان الأطفال قد تحولوا إلى ضحیة للإرباک النفسی الناجم عن القصف الإسرائیلی المکثف على القطاع والتی راح ضحیتها المئات منهم. أعید فتح المدارس فی غزة لکن التعایش السلمی أصبح أبعد من أی وقت مضى فیما یبدو فی عقول الفلسطینیین الصغار التی أصابتها الصدمات المختلفة الاتجاهات. فمستقبل الأطفال فی غزة غیر مطمئن، إذ یذکرهم بأیام الانتفاضة الأولى، ومنذ بدء القصف سقط الآلاف من الضحایا، معظمهم من المدنیین، وثلثهم من الأطفال، عدا عن الآلاف من الجرحى. ویجمع الخبراء على أن صور الجثث المترامیة فی الشوارع، وتحت البیوت المهدمة، لن تولد إلا الکراهیة والعنف بین الأحیاء. ولاریب الأطفال فی قطاع غزة باتوا یعانون من أعراض نفسیة جسیمة جراء مشاهد العنف التی واجهوها خلال الحرب، مثل الشعور بالخوف والرعب عند سماع أی صوت، حتى ولو کان بسیطا.إذ قد یفقد الأطفال ثقتهم بأنفسهم فی المستقبل، بالإضافة إلى ما قد یکون للحرب من تأثیر سلبی على مستواهم التعلیمی. ومن بین القضایا المریعة فی العملیات العسکریة بغزة هو عدد الضحایا من الأطفال. فقد قتل أکثر من 400 منهم. کما أصیب العدید منهم إصابات بلیغة ذات أثار دائمة بسبب شظایا او الحروق الناجمة عن الانفجارات. إن صور الدماغ تظهر أن عددا الأطفال الضحایا أصیبوا بعیارات ناریة أطلقت من مسافة قریبة. وبالرغم من فتح المدارس فی غزة بعد الحرب المدمرة التی شنتها اسرائیل واستمرت ثلاثة اسابیع، أصبح التعایش السلمی أبعد من أی وقت مضى فیما یبدو فی عقول الفلسطینیین الصغار التی أصابتها الصدمة. وکان السؤال الذی وجهته کل من الفتیات الصغیرات لبعضهن البعض اثناء الوقوف فی طابور الصباح بعد الفجر فی فناء مدرسة الشاطیء الاعدادیة: صباح الخیر.. هل مازلت على قید الحیاة ؟ وکانت هذه هی المرة الاولى التی یلتقی فیها التلامیذ بمدرسیهم منذ ان بدأت القنابل الاسرائیلیة تسقط على غزة، وقتل نحو ألفی فلسطینی أکثر من نصفهم من المدنیین. وقالت فتاة معلّقة: اسرائیل تکره الفلسطینیین وتکره العرب وتکره المسلمین وتکره الاسلام. وعندما سئلت الفتیات ان کان وقف اطلاق النار الحالی یمکن ان یستمر قال معظمهن انهن لا یعتقدن ذلک. وحین سئلن هل یمکن ان یکون هناک سلام مع اسرائیل فی یوم من الایام، أجابت معظم الفتیات بالنفی. ولم تقل أی فتاة انه ممکن. وبدا ان الفتیات شعرن بالسعادة لعودتهن للمدرسة معا وان کانت الروایات المتبادلة فیما بینهن روایات حزینة عن مقتل ابناء العم أو الخال أو اصابة الام. قالت تلمیذة: فی احلامی أرى دماء. واضافت: منزلنا هدم. وقالت اخرى: تمکنت من انقاذ ملابسی وحقیبة المدرسة. وعندما سئلن لماذا یبتسمن؟ قالت الفتیات: انهن یشعرن بسعادة لبقائهن على قید الحیاة وانهن فی أمان ولانه اثناء القصف کن یذهبن للنوم کل لیلة وهن یخشین الا یسیقظن مرة اخرى!! وکانت الفتیات یتلقین المعلومات بشأن الحرب من اذاعات تابعة لحماس فی غزة. وکان الغرب یبدو قاسیا وغیر مهتم ومنحازا لاسرائیل. وقالت مدرسة معقّبة: انهم یبکون على الاسرائیلیین اذا فقدوا أظفارا. ولا یهمهم ان کانت رؤوس الفلسطینیین تتفجر. وقالت فتاة عمرها 15 عاما فی حجرة الدراسة التی کانت بها: اسرائیل شنت هجومها لانها ترید تدمیرنا، لا ترید قتل حماس فقط. انها ترید قتل کل الفلسطینیین ومقاومتهم. وقالت فتاة بثقة قاطعة: فرص السلام صفر. السلام غیر ممکن مع هؤلاء الاوغاد. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,725 |
||