الحرب الناعمة واعاقتها لدور المرأة فی الصحوة الاسلامیة | ||
الحرب الناعمة واعاقتها لدور المرأة فی الصحوة الاسلامیة زینب عواضة فقیه هی اذن محاولة کریمة لإعادة الصحوة الاسلامیة الى مجتمعاتنا الاسلامیة الآخذة یوماً بعد یوم بالانصیاع شکلا ً ومضمونا ًولکی لا نصل الى مرحلة یطبق علینا الحدیث الشریف" الناس نیام اذا ماتوا انتبهوا" اذن علینا ان ننتبه ونصحو،وما الذی نشهده الیوم فی ساحاتنا العربیة والاسلامیة الا بدایة الصحوة فی عالمنا العربی والاسلامی، ولکن للاسف الحلم النهضوی لم یکتمل فی بعض البلدان وذاهب الى ایدی المستغلین فی بلدان اخرى الذین یحاولون الالتفاف على الثورة على طریقة صنّاع الثورة غیر قاطفیها. وسواء أتت الثورة أکلها او لا فبمجرد ان هناک أناس، رجال ونساء واطفال حتى نزلوا الى میدان التحریر ونظراءه فی العالم العربی، هذا یعنی ان النفوس ما عادت تطیق الظلم والهوان، فالمطالبة بالحریة وتطبیق السنن الالهیة والتمتع بالحقوق الانسانیة والوعی والوضوح فی ممارسة قیمنا الاسلامیة الجمیلة وإستشراف الاخطار المحدقة بأمتنا الاسلامیة من فتن مذهبیة هنا وهناک ،کل ذلک یساهم فی خطوات اولى نحو الصحوة . صناعة الصحوة یجب ان تبدأ من انفسنا اولا ثم تتحول الى افکار ننطلق من خلالها لتغییر الواقع عبر السلوک والفعل، طبعا یساعدنا فی ذلک عوامل عدیدة لعل ابرزها دیننا الحنیف الذی یجمعنا مع بعضنا على قیم لا نجد لها نظیراً فی امم اخرى،وللاسف قوى الاستکبار باتت تعلم ان دیننا وقیمنا وثقافتنا هی قوتنا وبالتالی یجب ان یخترقونا بکل القوى الممکنة کی نتخلى عن هذه القیم، وبالتالی للسیطرة على ارضنا وعرضنا ومقدساتنا وتزویر تأریخنا وثقافتنا ، واستخدموا لتحقیق غایاتهم العدید من الوسائل فاللغة التی کانت سائدة هی لغة الحروب ،الغزو ،الاحتلال ،فاغتصاب للهویة والتاریخ والجغرافیا کما حصل فی فلسطین ، وکان شعارهم الکبار یموتون والصغار ینسون ، ومرت السنین واثبتت هذه المقولة فشلها، فاذا بکبار الفلسطینیین فی الداخل وفی الشتات لا یموتون الابعد ان یحفروا ما حصل فی وجدان وعقول وقلوب الصغار، هذا مثال بسیط على عدم جدوى کل هذه القوى العسکریة فی ان تمیت او تمحی قضیة حیة فی نفوس اصحابها. لقد ادرک العدوهذه الحقیقة، فعاد لیمارس علینا حرباً من نوع آخر ،حرب لا تحتاج الى جیوش ولا الى مدافع ولکنها اقوى من ذلک بکثیر هی الحرب الناعمة التی کثُر الحدیث عنها الیوم ولعل من اوائل من تحدث عن هذه الحرب جوزف نای[1][61] عمید مدرسة کینیدی للدراسات الحکومیة فی جامعة هارفرد وکان رئیس مجلس المخابرات الوطنی و مساعد وزیر الدفاع فی أمیرکا،حیث تحدّث عن القوة الناعمة کوسیلة للنجاح فی السیاسة الدولیة والتی ستتفوق بنتائجها على ای حرب شنتها الولایات المتحدة الامریکیة على ای بلد لأنها بکل بساطة، حرب الجاذبیات والاقناع ولیست حرب الارغام. جوزف نای تحدث عن هذه القوة التی برأیی کانت موجودة منذ فجر الوجود، فهی صراع الحق مع الباطل ،وصراع الاغواء الذی یعتمده الشیطان فی نفوس بنی الانسان ،وهو من أقسم حین قال " قال فبعزتک لاغوینهم اجمعین الا عبادک منهم المخلصین"[2][62]اذن کان هذا قسم الشیطان بإغواء الناس وتحییدهم عن الحق، ولکنه اعترف ایضا من خلال هذه الآیة الکریمة بأنه سیخفق مع الخلّص من العباد اللذین یعبدون الله باخلاص، وهذا ما نحتاج الیه فی صحوتنا، نحتاج الى صدمة الشیاطین الجُدد بإیماننا وتطبیقنا لتعالیم الدین، لان الوضع هو ذاته والواقع واحد ونحن مستهدفون بنفس الطریقة من خلال تقدیم الباطل بطریقة جذّابة ومحببة تحاکی بالدرجة الاولى غریزتنا ورغباتنا وطموحاتنا وحبّنا لانفسنا وانانیتنا وتحویلنا الى إناء فارغ من محتواه الدینی والحضاری الذی منّ به الله علینا من خلال نعمة الاسلام العظیم ،الذی یحاولون تفتیته وتصغیره من خلال اثارة النعرات المذهبیة بین الشیعة والسنة ، اینما وکیفما سنحت لهم الفرصة وهم اذا نجحوا فی بعض الاحیان، فانهم سیفشلون فی کثیر من الاحیان ،لانهم تناسوا ان فی امتنا اناس عقلاء یدرکون ان ما یجمعنا اکثر مما یفرقنا . للاسف الشیطان التقلیدی لطالما شیطان معروف بالنسبة الینا، اما الیوم فالشیاطین کثر ووسائلهم اکثر، الشیطان القدیم اراد اغوائنا لنمارس الحرام وندخل جهنم بمصیر بائس ،اما شیاطین الیوم یوسوسون بطرق ناعمة وجذّابة ویسعون الى تحویل الناس الى ألسنة ناطقة بإسمهم، وسائلهم تزداد نعومة ونحن نزداد انصیاعاً لمآربهم فما هو الحل برأیکم ؟الحل هو بالصحوة والتیقظ الدائم والتأثیر الفعال من قبل النخب العلمیة والدینیة والثقافیة وهذا جزء من تواجدنا هنا. اذن مع وجود شیاطین جدد ووسائل تزداد نعومة، لا بد وان تکون هذه الحرب على نعومتها تطال بتأثیرها کل مکونات المجتمع الاسلامی ، احببت من خلال هذا المقال ان أُسلّط الضوء على المرأة التی هی من الدعائم الاساسیة والبنیویة لای مجتمع ،فکیف تستهدف الحرب الناعمة المرأة المسلمة الیوم، وبأی الطرق والاسالیب ؟وما هی سبل التصدی ؟.
دورالمرأة فی الصحوة الاسلامیة صحوة المجتمع تنطلق من صحوة ابنائه وجمیع مکوناته واذا نظرنا الى بنیة مجتمعاتنا ، لوجدنا ان الاسرة هی المکون الحقیقی لجمیع المجتمعات ،نحن نعلم ان المرأة هی صمام الامان للاسرة ،کان یقال ان المرأة نصف المجتمع ،نحن نقول بان المرأة هی المجتمع کله، لأنها هی نصفه وتساهم فی بناء النصف الآخر، من موقعها کأم ومربیة وطبیبة ومحامیة وسیاسیة وکلنا یدرک التأثیرالذی تترکه المرأة فی اسرتها ومحیطها ومجتمعها فاذا کانت المرأة بمستوى عال من الثقافة والوعی لاهمیة الزمن الذی نعیشه والوعی ایضا على مستوى تنشئة الاجیال وتربیتهم على القیم الرسالیة، اذا کانت المرأة کذلک، سلمت الاسرة وبالتالی سلم المجتمع والعکس صحیح ایضا فأذا فسدت المرأة وانحرفت فان الاسرة والمجتمع یذهبان الى طریق الانحراف هذا لیس فقط على الصعید الاسری ،لأن المرأة حتى ولو ادّت ادوارا ًمشابهة لادوار الرجل من ناحیة العمل فانها تحتفظ بقدرة تأثیریة خاصة فی محیطها، فالأم قد تؤثر فی ابنها اکثر من الاب، والطالب قد یستحی اذا اخطأ امام معلمته اکثر منه امام معلمه، والمرشدة الاجتماعیة والسیاسیة وقس على ذلک فی مجالات مختلفة. کل واحد منا یحاول جاهدا ً ان یحافظ على مناعة جسده ضد الامراض ولکن یجب ان لا ننسى اننا یجب علینا ایضا ان نتحلى بالمناعة النفسیة والاجتماعیة التی تقینا الکثیر من الامراض الاجتماعیة والسلوکیة ، المرأة طبعا الى جانب الرجل قادرة على بناء هذه المناعة وذلک من خلال اتقانها للأدوار العدیدة التی من الله سبحانه وتعالى بها علیها،فالمرأة لها حصة الاسد کما نقول فی لبنان من کل ما یعیشه المجتمع ،وقد ظهر ذلک جلیا فی معظم الثورات العربیة من مصر الى تونس الى البحرین فالیمن وقبلها نموذج المرأة المقاومة فی لبنان وفلسطین ،فکم نحن نحتاج الیوم الى نساء من طراز الحاجة ام عماد مغنیة والدة الشهید القائد عماد مغنیة التی جمعت بین ادوارها الاجتماعیة خارج المنزل وبین تربیتها لاناس قادة وسادة قافلة الوجود وهی الیوم ام 3 شهداء وترجو المزید، هذه المرأة هی مثال المرأة الاستثنائیة، سألتها ذات مرة فی عید الامهات عن عماد الطفل کیف کانت تربیه قالت لی کلمة جمیلة جدا " من اجل تربیته کنت اجد نفسی مضطرة الى تربیة رفاقه وأقرانه الذین کانوا یجتمعون فی بیتنا ویتناقشون وانا من بعید کنت الاحظ هذه الامور"[3][63] العدو والصدیق یعترف بان هذه المرأة قامت بتربیة قائد بطل وقبله ایضا اولاد شهداء او بالأحرى لم یعد لدیها ابناء کلهم سقطوا من اجل القضیة التی آمنوا بها وما زالت مدرسة لکل الفتیات من کافة الاجیال، هل یمکن لاحد ان یشکک ان هذه المرأة لم تنجح بدورها المنوط بها فی الصحوة الاسلامیة؟ فکم ألهبت ضمائر الکثیرات من أُمّهات الشهداء فی لبنان والبلاد العربیة، فلیس سهلا الیوم فی هذه القریة الکونیة ان تربی انسانا رافضا للذل والهوان، هذه المرأة وکلماتها اطلقت شرارة الثورة وبدایة الصحوة عند نساء میدان التحریر فی مصر ومیدان اللؤلؤة فی البحرین وغیرها من میادین العزة والکرامة. نذکر دور أُمّهات الشهداء ببصمات استثنائیة فی صناعة الصحوة والوعی دون ان ننسى ایضا بصمات من نوع آخر حققتها المرأة المسلمة فی میادین العلم والطب والسیاسة والاقتصاد لیس آخرها ما حققته عائشة مصطفى[4][64] الفتاة المصریة المحجبة ابنة التسعة عشر عاما التی اصبحت حدیث الساعة بعدما اخترعت نظاما خاصا بقوة الدفع للمرکبات الفضائیة المستقبلیة دون الحاجة الى استهلاک قطرة وقود واحدة، اختراعها اذهل العالم واصبح محور حدیث علماء الفضاء فی کل مکان وقد تفوقت عائشة على الابحاث التی تجریها وکالة ناسا لعلوم الفضاء لانها تستخدم اعلى التقنیات التکنولوجیة بتأثیر الکم على قوة دفع الاقمار الاصطناعیة عبر الفضاء بدلا من محرکات الصواریخ العادیة ما یقلل کمیة النفایات الکونیة ویزید من سرعة السفن الفضائیة کما انها تُشکّل مصدر مجانی للطاقة النظیفة، ایضا هنا هل یمکن لاحد ان یشک فی ان هذه الفتاة لم تقدم بطریقة او بأخرى انجاز على طریق الصحوة بنموذجها الحسن وحجابها وعلمها...والامثلة کثیرة فی عالمنا العربی وبالنتیجة المرأة من ای موقع تشغله یمکن لها ان تکون نقطة تحول مضیئة فی مسیرة الصحوة الاسلامیة. وخلاصة الحدیث، الصحوة الاسلامیة لیست مجرد نظریات وانما هی مجموعة من المبادئ التی تتبلور من خلال سلوکیات وتصرفات ینطبع المجتمع الاسلامی بها.
معوقات المرأة فی طریق الصحوة الاسلامیة ذکرنا سابقا ًکیف ان للمرأة دور فی بناء المجتمعات وکیف تساهم الادوار الریادیة للمرأة المسلمة فی شق طریق آمن نحو الصحوة الاسلامیة عند المرأة؟ فی الأسرة ،فی المجتمع، فی الأمة جمعاء من خلال ادوار عدیدة تمارسها المرأة فما الذی یعیق المرأة من القیام بدورها الرسالی الذی لو تحقق لحققنا تقدما کبیر فی صحوتنا الاسلامیة؟حقیقة ان قوة الاستکبار الیوم تستخدم یدیها قلیلا ًوتتعب عقلها کثیرا فی التفکیر والتفتیش عن سبل السیطرة على امتنا الاسلامیة بعدما عجزت جیوشها عن ذلک، نظرت الى عناصر القوة فی مجتمعاتنا، واذا بها تصطدم بسد منیع من القیم والعقائد التی تعجز عنها طائراتهم ، وطبعا منبع هذه القیم الاسرة ،ومفتاح الاسرة المرأة ،فلم یعجبها الوعی الذی تتمتع به نساؤنا فأ صبحت المرأة الیوم هی الهدف الاساس ومن وراءها استهداف الاسرة والمجتمع،عندما ادرکت قوى الاستکبار ان المرأة هی عنصر قوة فی مجتمعاتنا الاسلامیة، شنت علیها حروبا ًمتنامیة ولا حصر لها ،حروبا تحاکی عاطفتها ومشاعرها ،حروبا ًتنشد غریزتها وعقلها الباطن، والوسائل ایضا تحاکی حبها لمواکبة الجدید والعصرنة بأسرع الطرق،وللأسف لیست کل النساء تدرک خطورة ما یُقدّم لها من عسل ممزوج بسُمٍ حضاری نلمس نتائجه الکارثیة آنیا وعلى المدى الطویل ایضا، ما یعیق کل محاولات الصحوة الاسلامیة ،اما اعاقة المرأة عن اداء دورها الصحوی فتُمارس من مصدرین : الاول: یُمارس من قبل القوى الاستکباریة ومن خلفها من مشروع امرکة القیم ،وأوربة الافکار ،وتهوید التأریخ والارض والعرض ،وکل الأعداء المتربصین بنا اللذین یعمدون الى افساد نساءنا تمهیدا لافساد الاسرة وانحلال قیمها، وبالتالی فساد المجتمع ومنظومته الدینیة والقیمیة وهذا من اشد الحروب فتکا ً. الثانی: وهو من نفس المجتمع الذی تعیش فیه المرأة والذی هو بدوره قد یکون مضللا ً حینا او اداة مأجورة تنفذ ما یطلب منها تحت عناوین عدیدة، منها الاسلام المعتدل المُرحّب بالثقافة الغربیة والذی یدعو الى الانخراط بها مع تطبیق الاسلام على طریقته الخاصة وهذا ما یسود اغلب انظمة الحکم فی عالمنا العربی الذین یجردون المرأة من ابسط حقوقها بالانتخاب والترشح ویحرمونها مما اعطاها ایاها الاسلام من حقوق وطبعا هذه الدول لا تُلام ولا تطالب المؤسسات الحقوقیة الامیرکیة وحتى الدولیة لا تطالب مثلا بمنح المرأة فی بعض الدول حقوقها، لان هذه الدول ببساطة مُنصاعة الى المشروع الصهیونی الکبیر،فیکون المجتمع هنا والطبقة السیاسیة هنا اعداء حقیقیون یحدّون المرأة فی تطورها وصحوتها فتقع ضحیة ازدواجیة المعاییر التی تفرض علیها من مجتمعها المنصاع ،وحتى عن غیر قصد فی کثیر من المناسبات الوطنیة على سبیل المثال تکون ضیفات الشرف مطربات وراقصات ما یؤدی الى خلق نوع من الاحساس بالدونیة عند بعض النساء والفتیات فیلجأن الى التقلید الاعمى لهؤلاء بهدف ان یصبحن مثلهن لکی یحظین بنفس المکانة وهذه مشکلة کبرى. هذا فیما یتعلق بالمصادر التی تعیق المرأة فی طریق الصحوة الاسلامیة، اما الوسائل فما اکثرها الیوم ونحن نعیش عصر العولمة وعصر القریة الکونیة الصغیرة التی یعیش فیها کل البشر، وهذا التطور الکبیر والمتنامی فی وسائل الاتصال والتکنولوجیة، مما قرّب المسافات وزاد امکانیة التعرف السلبی والایجابی على ثقافات اخرى ،ولکن عندما نتحدث عن الحرب الناعمة، نتحدث عن سلبیات تعیق تقدم المرأة ولها اسالیب ووسائل عدة منها التلفزیون، الانترنیت، اجهزة الهواتف وبرامجها، الشعارات الزائفة لمؤسسات صحیة وفکریة وثقافیة وحقوقیة هدفها مختلف عن ما هی علیه فی الحقیقة، احببت ان اسلط الضوء على بعض النماذج العملیة المعاشة فی عالمنا الاسلامی من خلالها استهدفت المرأة بأسالیب ناعمة وهذا حقیقة ما یقف حائلا ًدون تقدّم النساء فی اکمال مسیرة الصحوة الاسلامیة. نماذجنا اخذناها من واقع العالم لعربی حیث نعیش وهی اصبحت ظواهر اجتماعیة نظرا لانها سائدة فی اکثر من بلد عربی واسلامی، وابرز هذه النماذج یتجسّد من خلال الاعلام ووسائله المتنوعة وبعض وسائل الاتصال ایضا وتتجلى فی : المسلسلات المستوردة. برامج الواقع البعید کل البعد عن واقعنا . برامج وقنوات خاصة بالتجمیل والازیاء الطبخ والدیکور. اجهزة الاتصال الحدیثة وشبکات التواصل الاجتماعی. طبعا قبل ان نبدأ بالتفصیل لا بد وان نشیر الى ان هذه القنوات، تارة تبث ماداتها الاعلامیة والاعلانیة بطریقة مدروسة وتعرف من تستهدف بوسائلها الناعمة ویخصص لها میزانیات على مستوى دول للقیام بحروبها الناعمة، وتارة تبث هذه البرامج على سبیل التقلید الاعمى وفی کلتا الحالتین الضرر یقع على المجتمع فنحن لا نشکک فی نزاهة بعض المحطات وبرائتها من هکذا حروب، ولکن غفلتها وتقلیدها الاعمى لما یبثه الغرب افسد فی الود القضیة.
المسلسلات المستوردة من اسرع واخطر الوسائل فتکا ًفی حیاة المرأة ،مسلسلات وافدة من کل بقاع الارض بعیدة کل البعد عن قیم المرأة وللاسف احیانا تأتی من بلدان مجاورة لکنها لا تلیق بالمرأة المسلمة . فی السنة الماضیة عُرض على احدى الشاشات العربیة مسلسل مدبلج للاسف کان مُتابع بشکل جماهیری فی العالم العربی ،وبالتحدید عند النساء والفتیات یحکی قصة فتاة جمیلة وصغیرة، یموت والدها فتصبح لدیها مشاکل نفسیة مع امها الامر الذی دفعها الى ان تتزوج برجل کبیر فی السن وعندما تتزوج وتعیش فی منزل الزوج، تبدأ بعلاقة حب جدیدة مع شاب من عمرها یعیش مع زوجها وهو بمثابة ابنه، وتستمر حلقات المسلسل، ویستمر معه التشویق لما سیحصل وفی النهایة، تقدم الفتاة على الانتحار لیس لانها تابت وعادت الى رشدها ،بل لان الشاب تخلى عنها لیتزوج بأخرى . قد یکون هذا المسلسل عادیاً لو انه عرض فی مجتمع اوروبی او امریکی، لکن عرضه بهذه الطریقة اوجب علینا الانتباه الى ما خبّأه هذا المسلسل فی طیاته من سموم ،لیس اولها العوامل المؤثرة التی رافقت المسلسل ،النقطة الاساسیة هی کیف تم الترکیز فی المسلسل على ان هذه الفتاة التی مارست الخیانة والزنا، هی معذورة ومظلومة لذا وجب علینا التعاطف معها لانها الضحیة ثم ان من حقها ان تحب شاب من عمرها ....هل یمکن لای امرأة تشاهد هذا المسلسل، ان تضمن ان لا یتسلل شیء من هذه الافکار الى عقلها الباطن، وبالتالی تشریع لاواعی لفعل الزنا ؟ ونحن نعلم بأن تکرار الشعور بالرضا عن ای موضوع حتى لو کان محرماً یبیح التفکیر به، وبالتالی القیام به اذا سیطر على التفکیر وهذا ما حصل مع احدى الفتیات التی افادت إحدى قریباتها بانها لشدة التعاطف مع البطلة اقدمت على الانتحار. وللاسف کیف یمکن للمرأة ان تحمی نفسها اذا کانت منغمسة فی هذه المسلسلات؟ وکیف یمکن لها ان تربی ابناء وبنات بهذه الافکار الملوثة وطبعا نقیس على ذلک ما هو اخطر وما لا یتسع المقام لذکره؟.
برامج الواقع البعید کل البعد عن واقعنا یقول الحدیث الشریف" اذا ابتلیتم بالمعاصی فاستتروا" هذه البرامج متخصصة بفضح المعاصی والحیاة الخاصة للناس، اوبرامج واقع تُصلب المرأة لساعات وساعات امام شاشات التلفزة وکأن المراد جعل المرأة تُفکّر بطریقة نمطیة تلعب فیها دور المتلقی، وبالتالی تمنعها من ای محاولة للتفاعل عن محیطها وتجعلها فی عزلة دائمة، فتقطع علاقاتها الاجتماعیة وصلة الارحام والزیارات وتقطع الاعمال المستحبة وتتهاون فی عباداتها، والمشکلة الاکبر ان بعض هذه البرامج تحکی لغة المرأة المسلمة مثل البرنامج الامیرکی "الحقیقة" الذی من خلاله یقول الفرد الحقیقة مقابل مبلغ من الدولارات: المبکی فی الامر ان اغلب المتزوجین الذین یشارکون فی البرنامج یخرجون منه مباشرة الى المحکمة لانها تعترف له بالحقیقة، واحیانا تعترف بعلاقاتها مع اصدقائه، او یُفاجأ بان ابنه لیس منه، کل ذلک تحت عنوان الصدق وفی سبیل حفنة من الدولارات، والمؤسف ان هذا البرنامج ایضا مُتابع من قبل المرأة فی مجتمعاتنا وهنا نلاحظ کیف یُخلط الحق بالباطل بحیث تتشابک الامور وتضیع المرأة فی متاهاتها. او برامج صناعة النجوم وتخصیص قنوات لتنقل للمرأة کیف تعیش هذه النجمة الصاعدة او تلک؟ او ماذا اکلت وماذا شربت ولبست؟ وللاسف تظن المرأة انها قد تحصل فائدة من او معرفة ولکن لا نجد بهکذا برامج اکثر من اللغو المبالغ فیه.
برامج وقنوات خاصة بالتجمیل والازیاء والدیکور والطبخ لوحظ فی الآونة الاخیرة ان هناک جهداً کبیراً لاغراق نسائنا فی ثقافة المظهر، لتصبح المرأة استهلاکیة اکثر، جمیلة اکثر،وبیتها جمیل ایضا، هذا یُروّج له من خلال الدعایات والبرامج ایضا، فکیف یکون منزلک بیت الاحلام و.. مائدتک لا نظیر لها ؟.. وکیف تکونی مثال الاناقة؟ وغیرها من الشعارت التی تُستخدم لاغراء المرأة وتکریس اهتمامها وانتباهها الى البیت والدیکور والجمال، فاذا لم تهتم بالتجمیل تنغمس بأمور اخرى طبعاًً دائماً نقول: الله جمیل یحب الجمال، ولکن المبالغة تفسد الامور فی کثیر من الاحیان. کلنا نعلم ما للدعایة من تأثیر على نفسیة المرأة، فهناک دراسة اثبتت ان وجود شعار: "التدخین یؤدی الى ظهور التجاعید المبکرة"على علبة السجائر اثبت فعالیة فی الحد من تدخین النساء اکثر من الشعار الذی یقول: "التدخین یؤدی الى امراض خطرة "وهذا دلیل على الاهمیة الکبرى التی تعطیها المرأة لمظهرها وهذا طبیعی فی اُطر معینة التجمیل هو فعلاً جزء من حیاة المرأة، ولکن عندما یخرج عن المألوف یصبح اهتماما مرضیا. واصبح کل شیء سهل، فبدل انشغال بعض النساء بادوارهن الاصلاحیة والریادیة ،ینشغلن الیوم بشکل الانف المثالی ،وکیف یناسب الشفاه والجبین؟ وایضا مجتمعاتنا الاستهلاکیة تساعد المرأة فی هذا الاطار وتمنحها بعض البنوک قروضاً لهذه الغایة مما یمنحها الفرصة لتتجبر على خلق الله: "لقد خلقنا الانسان فی احسن تقویم "[5][65] "ولآمرنهم فلیغیرن خلق الله وَمَن یَتَّخِذِ الشَّیْطَانَ وَلِیاًّ مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِیناً یَعِدُهُمْ وَیُمَنِّیهِمْ وَمَا یَعِدُهُمُ الشَّیْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً "[6][66] "هذا هو مغزى الشیطان وعندما تبدأ المرأة هذه العملیات، تصبح فی دوامة ووسوسة دائمة وعدم رضا عن النفس، واحیانا ثقة کاذبة بالنفس، فتظن انها المرأة المثالیة والافضل وعند ای استحقاق لا تستطیع الصمود ،کما ان عدم الرضا یصبح مرضاً نفسیاً وهوس یوقع الفتاة فی دوامة یجعلها تقدم على تصغیر انفها ثمان مرات فی بعض الاحیان وکأنها تقص قطعة من قماش وفی کل مرة تقول یا لیتنی لم جربت... موضوع الحجاب الذی یرسم معالم المرأة المسلمة،هوایضا مُستهدف اکثر من ای وقت مضى ،فمنذ زمن لم تکن قوى الاستکبار تعول الکثیر على هذا الحجاب ،لانه کان یُنظرالیه کضرب من ضروب التخلف والى المرأة على انها آلة لاستمرار النسل والطبخ والقیام بواجبات المنزل والزوج، اما الیوم وبعد ان اثبتت المرأة المحجبة جدارتها فی الکثیر من المیادین على مستوى العالم وبعد ان بدأت المرأة الغربیة تتأثر بتجربتها، انتقلت المؤامرة لتطال هذا الحجاب بقدسیته ،وعندما عجزت هذه القوى عن جعل المحجبة تتخلى عن حجابها، حاولوا اغواءها تماماً کالشیطان بأشکال لا حصر لها من الألبسة التی تظهر مفاتن المرأة وفی الوقت نفسه تبقی المرأة فی حالة قلق دائم على المظهر،هواذن هوس تعیشه المرأة ایضا فی لباسها ومظهرها . فبعد عجزهم عن جعل المرأة المسلمة تخلع حجابها، لجأوا الى طرح مفاهیم جدیدة تترافق مع الحجاب واشکال لا تراعی الشروط الشرعیة، تحت عنوان الحضارة والموضة، یخاطبون بشعارات رنانة نساء المسلمین ویقنعونهم بأن الاختلاط حریة، والحجاب مع الرقص حریة على بعض الفضائیات ،هذه السیاسات التسطیحیة التی تُطال المرأة أثرت على فتیاتنا ایضا وعلى اختیارهن للزوج المناسب ، فالقاعدة الاسلامیة تقول بأن اذا" جاءکم من ترضون دینه وخلقه فزوجوه" الیوم القاعدة تغیرت واصبحت اذا جاءکم من ترضون بیته الفخم وسیارته وحسابه المصرفی الکبیر فزوجوه هذه هی القاعدة التسطیحیة للزواج الیوم، من هنا کثرت حالات الطلاق بین المتزوجین حدیثا ففی السعودیة" أکثر من 60 بالمائة من حالات الزواج تنتهی فی عامها الأول "[7][67]لأن الاختیار کان على معاییر تعتمد على المظهر وتنسى الجوهر واذا کان الجوهر خالیا فالمظهر لا یستطیع أن یبنی انسان ولا أن یعید الصحوة الى ای انسان سواء امرأة او رجل.
أجهزة الاتصال الحدیثة وشبکات التواصل الاجتماعی دخلت المرأة الیوم کما الجمیع، عالم مواکبة التطور التکنولوجی وثورة الاتصالات، وهذا امر ضروری فی حیاة النساء، فمن خلال اقتناءنا لواحد من الهواتف الذکیة، نستطیع ان نتطلع على اخبار العالم وان نتواصل بشکل دائم وشبه مجانی مع الاصدقاء فی کل انحاء العالم، کذلک عبر مواقع التواصل الاجتماعی ،تویتر، فایسبوک وغیرها لکن وجهة استخدامها تختلف بین امرأة واخرى، هناک نساء یأخذن حاجتهن من هذا التقدم التکنولوجی السریع، وهناک نساء اصبح هذا التطور همهم الوحید فی الحیاة، فالفایس بوک على سبیل المثال، الذی الهب ضمائر ملایین العرب والذی انطلقت من خلاله شرارة الثورات اصبح الیوم سبباً فی خراب عائلات بأکملها حتى سمی هذا الموقع بمفرّق الازواج، ففی السعودیة کشف المستشار النفسی الاسری الدکتور مسفر الملیص عن" ارتفاع نسبة الطلاق بین السعودیات وعزا ذلک الى المواقع الاجتماعیة مثل فایسبوک وتویتر وبرامج الایفون والدردشات، معتبرا ن هذه المواقع الواسعة الانتشار مسؤولة عن 25 بالمائة من حالات الطلاق وخلال العام الماضی ومن خلال استمارة وُزعت على المأذونین الشرعیین، تحدد نسبة الزواج والطلاق ،کشف ان المواقع الالکترونیة وموقع «فیسبوک» الاجتماعی مسؤول بشکل مباشر عن ارتفاع نسبة الطلاق فی البلاد، وقدّر ان 20 بالمائة من حالات الطلاق تحدث بسبب اکتشاف خیانة احد الزوجین للآخر عن طریق رسائل المغازلة والصور الشخصیة الموجودة على صفحاتهم الخاصة"[8][68]. ایضا فی فلسطین النسب تتشابه، ولو فتشنا فی بلداننا العربیة والاسلامیة لوجدنا الکثیر من الحالات، فکیف للمرأة ان تکون رأس الاسرة وتمارس ادوارها التغیریة وهی منغمسة فی هذه الامور. اذن تعددت الوسائل والهدف واحد، هوالهاء المرأة عن ممارسة دورها وجعلها عبدة للبرامج والمسلسلات والتکنولوجیا، وکل ذلک تحت شعار التکنولوجیا والتطور، اذا ما ذا نحن بفاعلون؟
کیف تتحدى المرأة کل هذه التحدیات ؟کیف تفعل دورها فی الصحوة الاسلامیة؟ ماذا نفعل ؟وکیف نصحو؟ سؤال تطرحه کل امرأة ولکن لکی نصحو لا بد لنا من الالتفات الى نقاط عدة ابرزها: الاعتراف بالحرب الحقیقیة ان لا نتهاون وان نُسلم بأن هناک حرباً حقیقیة خفیة تُمارس علینا تحت عناوین سیاسیة وثقافیة وقیمیة واقتصادیة واجتماعیة وبوسائل تزداد نعومة یوماً بعد یوم، وبالتالی تزداد خطورتها وتأثیرها على الصحوة الاسلامیة . اکتشاف وسائل الحرب صحوة المرأة لا بد ان تدفعها الى الکشف عن وسائل الحرب الناعمة التی ذکرنا بعضاً منها وطرقها وتوضیح کل ذلک لها وللمحیطین بها، وذلک لابعاد المرأة المسلمة عن فخ الغفلة التی یریدونها ان تقع فیه. معرفة الدین الاسلامی على المرأة ان تعید قراءة جوهر الاسلام الحقیقی، وان تعیش حالة من الرضا النفسی والقلبی لانتماءها الى هذه الأمة، فنحن خیر أمّة أُخرجت للناس، ونحن لسنا امة متعجرفةن فالعلوم ولدت هنا، والطب ولد هنا ،والخلق والادب والحب والجمال والعزة والوعی والمنطق کلها مصطلحات موجودة فی ثقافة دیننا الحنیف فلماذا الغفلة عن تأریخنا ؟ الابتعاد عن التقلید الاعمى فلا یغرّک سیدتی ان تکون مثل فلانة او فلانة، ولا نقیس انفسنا بأحد، لان اول من قاس الشیطان، طبعا لکل انسان قدوته فی الحیاة، فلا تتخذی هذه القدوة من شیاطین الارض، فاذا کان لابد لک من قدوة فتأریخنا الاسلامی حافل بتجارب نسائیة عظیمة، فلما لا تکون قدوتنا السیدة زینب(ع) او السیدة الزهراء (ع)التی هی نموذج فرید فی تاریخ الانسانیة جمعاء؟. الارادة لا داعی للحدیث عن ای نقطة من النقاط اذا لم نمتلک الارادة فی التغییر، فالصحوة لا تأتی بالقوة وانما تحتاج الى ارادة فمن اراد استطاع " إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى یُغَیِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"[9][69]وقوة الارادة تأتی من ایماننا بصحة ما نقوم به وبالتالی ایماننا بأهمیة الصحوة الاسلامیة من جهة وخطورة ما یمارس علینا من جهة اخرى. الشعارات لکی نبقى مترصدین للوسائل التی تعیق صحوتنا، لا بد لنا ان نقرأ لیس الشعارات فقط وانما ما وراء الشعارات ،على سبیل المثال هناک نساء کثیرات انخرطن فی بعض الجمعیات الاجتماعیة والبیئیة والصحیة وحتى مؤسسات حقوقیة، بدوافع تطوعیة کان هدفهم خدمة المجتمع وبعد فترة یتبین ان هذه المؤسسات وبطریقة سریة، هی جزء من المشروع الامریکی فی منطقة الشرق الاوسط ،والانتباه ضروری هنا، فلیس من باب الصدفة ان تقوم هذه الجمعیات بحملات تلقیح مجانیة او حملات وقایة من سرطان الثدی، فی نفس الوقت الذی تشن فیه الحرب على غزة، هل هذا صدفة واذا کان صدفة فلماذا تتکرر فی مناطق اخرى من العالم، فتحت شعار البیئة والصحة تنفّذ برامج وندوات ومؤتمرات لالهائنا عن الاهتمام بأمور اخرى وهنا یجب ان لا نکون مضللین وان یکون الوعی سلاحنا. الابتعاد عن الوهم (وهم الحضارة المادیة) نحن واهمات اذا اعتقدنا ان الحضارة المادیة لدیها الحلول لمشاکلنا او ان المرأة هناک لدیها حقوق اکثر مما اعطانا ایاه الاسلام، فمن یراقب عن کثب واقع المرأة الغربیة، یشعر بان الاسلام نعمة على المرأة فی بلداننا، ولکن عبر السنین سعت الدعایة الغربیة والافلام الغربیة الى تجمیل صورة المرأة الغربیة والى اظهارها بمصدر الکمال، فیما الواقع لیس کذلک، وهذا یتبین من خلال ازدیاد نسبة الامهات العازبات والعائلات المفککة، وایضا ازدیاد نسبة الاکتئاب والانتحار عند النساء الامریکیات بالتحدید. التربیة ودورها فی الصحوة الاسلامیة کلنا راع وکلنا مسؤول عن رعیته، والفرق بین اسرة فیها ام مسؤولة واخرى فیها ام متراخیة ومستسلمة، فرق کبیر وشاسع ،فلا یجب ان نُصاب بغفلة عن ای أمر تربوی مهما کان صغیرا ،استفزنی قول قرأته لاحد وزراء خارجیة فرنسا یقول ما معناه انه یکفی امریکا ان لدیها طلاب یدرسون فی جامعاتها ویتلقفون ثقافتها وقیم مجتمعها، وقصده اذا عاد هؤلاء لیحکموا بلدانهم فسوف یطبقون نفس القیم هکذا یقولون هم ،اما نحن نقول ماذا لو خرّجت کل امّ من مدرستها طلاباً وابناء اکتسبوا التربیة على القیم والثقافة الاسلامیة، لو تحقق هذا الامر، لحافظنا على امتنا، والامر یحتاج الى الارادة والاصرار، کان الامام علی (ع) ما بارز احداً الا وانتصر، سأله احدهم: کیف ذلک؟ اجابه لانی کنت انا ونفسه علیه، اذن فلنقوی انفسنا، ولتکن انفسنا معنا ولیست ضدنا، ولنمتلک القوة القوة العلمیة والثقافیة والمعرفیة ما یمکننا من تحقیق الانتصار، وهذا ما حصل فی جنوب لبنان عندما امتلک ثلة من المجاهدین القوة والایمان بالله وحققوانصرا مبینا، بعد ان راهن کل ضعفاء الامة على الهزیمة وهذا نفس تحدی کل امرأة عاقلة التی یجب ان لاتستسلم، لنستیقظ من کل احلامنا المادیة التی حاولوا اغراقنا بها. التلفزیون ووسائل الاتصال الحدیثة یتسائل کل واحد منّا، مع وجود وسائل الاتصال الحدیثة التی قربت المسافات وسهلت التواصل، هل من المعقول ان تعیش المرأة المسلمة على هامش هذا التطور؟ والاجابة طبعا لا، فمن الطبیعی ان تکون المرأة المسلمة مواکبة لهذا التطور، ولکن من الضروری ان تلتفت المرأة المسلمة الى عدم تحویل نفسها الى عبدة للتکنولوجیا والتطور. مواکبة التطور تعنی ان نأخذ مانرید من الثورة التکنولوجیة ولیس ما یریدون ایصاله لنا، قد نُوفق فی ذلک، وقد تخیب امالنا ایضا اذا ما بقینا فی انغماس تام، غیر آبهین لما یحصل فی مجتمعاتنا، لذا فبامکاننا ان نخصص وقتاً محدداً یومیاً للتواصل دون ان یتضرر منه المحیطین بنا، ثم ممکن ان نتفوق علیهم بوجهة الاستخدام، فبدل ان یکون الفایس بوک والتویتر والواتس اب وسیلة للتواصل السلبی ،للمهزلة والعبث والنکات، یمکن لنا تحویلها الى وسیلة للامر بالمعروف والنهی عن المنکر ،لایقاظ الشعوب من کبوتها، والثورات العربیة شاهدة على ذلک ،کذلک للتعرّف على الثقافة الاسلامیة والمناسبات الاسلامیة الجمیلة والتاریخ الاسلامی وأخبار المسلمین فی فلسطین وفی کل بقاع العالم ،وایضا للترویج لافکارنا الاسلامیة باسهل الطرق واکثرها جماهیریة ،هکذا تکون وجهتنا صحیحة ،هذا مع مراعاة ان لا نخصص کل وقتنا لذلک فلا افراط ولا تفریط والتوازن هو المطلوب. اما فیما یتعلق بالتلفزیون، فقد اصبح فی کثیر من البیوت شیطاناً ناطق نتیجة سوء الاستخدام،على المرأة المسلمة ان لا تغرق نفسها ومن حولها بما یریدنا الغرب ان نشاهده ،ولتلجأ الى البدائل فکم هو جمیل ان نشاهد مسلسلات الانبیاء وسیر الصالحین،قد یقول البعض ان هذه المسلسلات لیست بنفس جاذبیة المسلسلات الاخرى، نقول هنا نقطة هامة، مسلسلات الشیطان تعمل على تحریک الغرائز اما المسلسلات الدینیة فتعمل على بناءالفکر والروح وهذه قمة الیقظة، اما جماهیریا فقد عُرض فی لبنان منذ سنتین مسلسل النبی یوسف (ع) لم یبق احد لم یشاهد هذا المسلسل الذی شاهدته انا شخصیا مرتین، وما زلت ارغب بمشاهدته، واضفى حالة من الاهتمام فی نفوس اللبنانیین الى درجة ان بعض الاسر اعطت الاسماء المتداولة لموالیدها الجدد مثل "منسا "وغیرها اذن مقولة ان الجذب غیر موجود هی مقولة خاطئة، خصوصا مع وجود الانتاجات الدینیة الضخمة، خصوصا الایرانیة منها والتی وصلت الى العالمیة، اذن ما على المرأة المسلمة الیوم سوى ان تختار این تکون وبالتالی ماذا تشاهد، فهی اما تشاهد مایعزز دورها فی الصحوة واما العکس والامر یعود الى الارادة اولا واخیرا. الاستنتاج : واخیرا کل التقدیر للمرأة المسلمة ودورها الاساسی فی صناعة الصحوة الاسلامیة، لکن یجب دائما ان نقول لکل امرأة مسلمة: ثقی بهویتک الاسلامیة الموجودة فی داخلک، لا تدعی المشروع الاستکباری العالمی یمرر من بین یدیک الناعمة الى مجتمعاتنا الاسلامیة، وان قال قائل بان الوقت قد فات واننا لا نستطیع اعادة الصحوة الى هذه الامة نقول، باننا قد نخسر معرکة ولکن اذا ما انتبهنا وتیقظنا الى ما یحاک لنا من مؤامرات فاننا بالتأکید لن نخسر الحرب، لذا فان دور المرأة واضح فی تحصین مجتمعاتنا الاسلامیة بالمناعة اللازمة من جهة ومقاومة کل محاولات الفتن والتشویه، ولذا یجب على کل امرأة مسلمة ان تحدد دورها الدقیق فی مسیرة الصحوة الاسلامیة، وان تتحمل مسؤولیاتها فی ذلک لان مسیرة النهوض والعودة الى الذات والهویة الاسلامیة یجب ان تکون مشروع کل امرأة مسلمة فی ای موقع کانت.
.1 کتاب القوة الناعمة لجوزف نای فی ترجمته العربیة التی أنجزها (محمد البجیرمی) وصدرت عن مکتبة العبیکان عام 2007.
[2][62] .سورة ص آیة 82 و83
[4][64] .shabab.ahram.org.eg .[5][65]سورة التین، آیة (4) .[6][66]سورة النساء 119-120)) .[7][67] الموقع الالکترونی لأکادیمیة الخدمة الاجتماعیة-السعودیة [8][68]. الموقع الالکترونی لأکادیمیة الخدمة الاجتماعیة-السعودیة .[9][69]سورة الرعد آیة 11 | ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,074 |
||